أشارت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى أن "المحاولة الانقلابية الوحيدة التي شهدها لبنان في فترة ما بعد الاستقلال عام 1943، هي التي قام بها الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب أنطون سعادة، في الأول من كانون الثاني عام 1961، في حين كانت المحاولة الثانية التي قام بها في الحادي عشر من آذار 1976 الضابط السني عبدالعزيز الأحدب بدعم من المقاومة الفلسطينية للضغط على رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق سليمان فرنجية، الذي كان مقرباً من سوريا وكان ضد وجود السلاح الفلسطيني في بيروت وفي مدن لبنان الأخرى الجنوبية والشمالية، عبارة عن مسرحية هزلية انتهت خلال أربع وعشرين ساعة".

وفي مقال للكاتب صالح القلاب، لفتت الصحيفة إلى أن "المعروف أن أول عسكري تولى ​رئاسة الجمهورية​ في لبنان هو القائد الأسبق للجيش اللبناني الجنرال فؤاد شهاب الذي كان اختياره من قبيل التخلص من تبعات الحرب الأهلية اللبنانية عام 1958 التي يقال إن سببها سعي الرئيس الأسبق كميل شمعون التجديد لنفسه لولاية ثانية، ولعل ما يجب ذكره هنا أن هذا الرجل، أي الجنرال شهاب، هو صاحب شعار: "لا غالب ولا مغلوب"، وأن هناك إجماعاً لبنانياً على أنه أفضل من شغل هذا الموقع منذ الاستقلال، وحتى اليوم، حتى هذه اللحظة"، مضيفة: "بالطبع فإن الجنرال ميشال عون حاول بعد انتهاء ولاية أمين الجميل وبعد تردي الأوضاع وتفاقم الصراع العسكري في لبنان تقليد فؤاد شهاب فقد حاول بعد ترؤسه لحكومة عسكرية قصيرة العمر الانتقال إلى قصر بعبدا لكنه ارتطم بالجدار السني الذي أحبط محاولته هذه، مما جعله يشعر بالمرارة التي لا يزال يشعر بها تجاه هذه الطائفة التي يقال إنه مستمر في مناصبتها العداء، وأن عداءه لها هو الذي دفعه للتصالح مع نظام (الرئيس السوري) ​بشار الأسد​ والتحالف مع "حزب حسن نصر الله" ومع الطائفة الشيعية".

وأضافت: "إن سبب هذا الكلام الآن هو المعلومات المتداولة لبنانياً وعربياً وأيضاً دولياً التي تتحدث عن أن الرئيس الجديد، بعد فترة فراغ قد تطول عاماً بأكمله، سيكون القائد العسكري الحالي للجيش اللبناني العماد جان قهوجي الذي سيخلف القائد السابق ميشال سليمان الذي اقتربت فترة إقامته في قصر بعبدا من نهايتها والذي كان بدوره قد حلَّ محل القائد الأسبق العماد إميل لحود بعد أزمة طاحنة كانت دمشق (الأسد) الفريق الأقوى الذي فرض مرشحه على كل الفرقاء الآخرين".

ولفتت الصحيفة إلى أن "لبنان بقي قبل الاستقلال وبعده يدفع ثمن تعدديته الطائفية، إذ إن هناك سبع عشرة طائفة، أهمها المارونية والسنية والشيعية والدرزية، كما أنه بقي أسيراً لموقعه الجغرافي بين سوريا من الشرق والشمال وإسرائيل من الجنوب وفوق هذا فإنه بقي يخضع، وبخاصة بالنسبة إلى اختيار رئيسه، إلى المعادلة الإقليمية وموازين القوى فيها وإلى المعادلة الدولية حيث الروس الأرثوذوكس من جهة وفرنسا الكاثوليكية من جهة أخرى وفوق الكل والجميع الولايات المتحدة البروتستانتية"، مضيفة: "الآن، وقد بات في حكم المؤكد بالنسبة إلى اختيار الرئيس الجديد أنه سيكون هناك استعصاء قد يستمر فترة عام أو أكثر وأن الخلاص من هذا الاستعصاء إنْ في هذا الاتجاه أو في ذاك سيتوقف على المعركة المحتدمة في سوريا، إذ إن بقاء بشار الأسد وبقاء الإيرانيين والروس رقماً رئيسياً في معادلة الأزمة السورية سيعني خياراً غير خيار انهيار هذا التحالف الذي يمارس تأثيره في لبنان من خلال حزب الله الذي يُقال إن رئيسه (الأمين العام للحزب) السيد حسن نصر الله "يتفاخر" الآن بأنه الوحيد القادر على الحفاظ على الرئيس السوري الحالي، وعلى التجديد لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وعلى "تنصيب" رئيس جديد في لبنان... وهذا هو لبنان".