ذكرت "الاخبار" انه بعد الجلسة الأخيرة التي عقدها مجلس الوزراء، شعر المستقبليون، بعد تصريحات وزراء جنبلاط، بما هو "غير طبيعي"، إذ بعد أن "هاجم وزراء الحزب الاشتراكي وزير التربية الياس بو صعب بسبب مقاربته لملف تعيين مجلس إدارة الجامعة، محمّلين إياه مسؤولية التعطيل، عادت وتغيّرت اللهجة ليُصرّح وزير الزراعة أكرم شهيّب بأن بو صعب قام بواجبه على أكمل وجه". قرأ المستقبليون في هذا التغيير في المواقف "محاولة من الحزب الاشتراكي لسحب نفسه من واجهة الصراع الحكومي في ملف الجامعة اللبنانية". وكأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب ​وليد جنبلاط​ "يريد التعاطي مع رئس تيار المستقبل ​سعد الحريري​ وكل الأفرقاء على القاعدة التي أرساها رئيس تيار المستقبل لنفسه انطلاقاً من حواره مع تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، أي ألا يكون هو أيضاً رأس حربة في وجه العماد ميشال عون". وقد رسخ هذا الاقتناع في رأس جنبلاط بعد أن "سمع من الحريري في لقائهما الأخير في باريس أنه ليس مستعدّاً لفتح مواجهة مع عون ولا أن يكون دوماً في الواجهة الرافضة لترشيحه إلى رئاسة الجمهورية". في اللقاء نفسه، قال الحريري لرئيس جبهة النضال الوطني علناً إن "من يرفض عون عليه أن يقول ذلك بصراحة وعلانية".

واشارت مصادر المستقبل لـ"الأخبار" إلى أن "جنبلاط بدأ يُشيع أجواءً من الخلاف بين المستقبل والتيار الوطني الحر، تبدأ من العمل في الحكومة وتمتدّ إلى المشاورات المفتوحة بين المستقبل ورئيس المجلس نبيه برّي، وتصل إلى موضوع الرئاسة والتشريع في المجلس النيابي"، وهو "طلب من وزرائه عدم الدخول في سجال مع الوزير العوني، ولتترك الأمور بينه وبين وزراء المستقبل كي يقع الخلاف بينهم، ويتطوّر". طلب يهدف من خلاله جنبلاط إلى "زجّنا في أزمة حكومية مع عون عنوانها تعطيل الحكومة مقابل تعطيل الاستحقاق الرئاسي".

رغم ذلك، لا يريد تيار المستقبل الوقوع في "الفخ الجنبلاطي" كما تقول مصادره، التي أكدت "وجود تباينات في مقاربة بعض الأمور السياسية بين الحزب الاشتراكي والمستقبل". سيلعب تيار المستقبل بالتكتيك نفسه. لا يفجرها مع جنبلاط ولا يكسرها مع التيار الوطني الحر. في موضوع رئاسة الجمهورية، يطلب المستقبل من جنبلاط أن "يُحمّل مسؤولية التعطيل لحزب الله وعون اللذين تبقى رئاسة الجمهورية أسيرة لرغباتهما". وفي موضوع الحكومة لا يزال التيار يُصرّ عبر وزرائه على أن "مقاربة الموضوع من الأساس هو خطأ، لأن هناك 7 عمداء من أصل 9 محسوبين على التيار الوطني الحر والحزب القومي السوري"، مؤكدة "إبقاء العلاقة جيدة مع جنبلاط، ونحن حريصون على ذلك، رغم الاختلافات في وجهات النظر". بعد كل ما تقدّم، لا بدّ من استذكار المصالحة التي أجراها جنبلاط مع اللواء جميل السيد بعد اتصالات غير مباشرة بينهما. ويأتي الاتصال الأخير الذي أجراه جنبلاط بالسيد بمثابة "ردّ" على حوار الحريري ـــ عون.