رأى الوزير السابق ​سليم جريصاتي​ أنّ بيان ​اللقاء المسيحي​ -بيت عنيا- صوّب وصحّح البوصلة بمقاربة وثيقة الوفاق الوطني، لأنّ كلام رئيس الحكومة الاسبق ​سعد الحريري​ ظهر وكأنّ أحد مكوّنات الوطن ينقلب على وثيقة الوفاق ما يهدّد المناصفة والشراكة الفعلية في صناعة القرار الوطني.

وفي حديث لـ"النشرة"، قال جريصاتي: "لا نطلب شهادة من أحد ولا نقدّم شهادات لأحد وكلّ ما في الأمر أننا أردنا إعلان تمسّكنا بالطائف ومرجعيته لكن بمضمونها الحقيقي ومعناها الصحيح، لأنّ الطائف إن كان صورياً فقط فهذا يعني سقوط العيش المشترك، ونحن ما زلنا ننبّه من هذه المخاطر على الطائف لذلك نحصّنه بمقاربة هي متوافقة تمامًا مع مضمون الطائف وعنوانه العريض أي الشراكة في صنع القرار الوطني".

وعن انفتاح تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، لفت جريصاتي إلى أنّ "هذا الانفتاح أدّى لنتائج إيجابية على صعيد الاستقرار العام في البلد وعلى صعيد استيلاد الحكومة ووضع بيانها الوزاري، وساهم باستمرار حكومة تضامن الأضداد بعملها قدر الامكان، وكذلك بتهدئة الخطاب السياسي بعض الشيء بالرغم من الاعاصير التي تعصف بالمنطقة من حولنا ويتلقى لبنان جراءها رذاذات إن على الصعيد الامني او على الصعيد السياسي"، وقال: " لذلك نحن لا نعتبر أنّ كلام الحريري يحمل في طياته ما يتهدد هذا الانفتاح الذي قمنا به والذي يبدو أنهم في التيار الازرق يحرصون عليه حتى اشعار اخر".

ورأى جريصاتي أنّ الانفتاح على الاطياف السياسية هو اللبنة الاولى في ما يسمى الشراكة الفعلية في صناعة القرار الوطني، معلناً التمسك بالانفتاح "انما وفقا لرؤية صحيحة ومنتجة بمعنى أن نذهب سويًا باتجاه الوثيقة لاستيلاد سلطاتنا الدستورية ومؤسساتنا من ضمن نظامنا السياسي الذي ارتضيناه بالطائف".

وعن الوضع في العراق، أشار جريصاتي إلى أنّ "ما يحصل في العراق يتجاوز الحرب بمفهومها الطبيعي إلى ما هو أخطر من ذلك، فهنالك نوع من تطهير عرقي وديني وتهجير قسري لجماعات مسيحية وسواها من الجماعات. ورأى أنّ "هذا الامر الذي يحصل هو خدمة مجانية لاسرائيل لأنّ إعلان يهودية دولة اسرائيل يحتاج الى تفتيت المنطقة". وأضاف: "إنّ ما يحصل هو جريمة ضد الانسانية وفي مفهوم القانون الجنائي الدولي يفترض بالحكومة العراقية الشرعية أن تذهب إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة والى المحكمة الجنائية الدولية وأن تثير هذه الابادة وجرائم التهجير والتطهير العرقي، وبالوقت نفسه أن تعمل على استرداد المناطق التي خرجت عن سيطرتها طالما أنّ الحكومة المركزية لا تزال حتى اشعار اخر حكومة قوية وقادرة".

وخلص جريصاتي إلى أنه "بقدر ما يكون مسيحيو لبنان أقوياء بمفهوم المشاركة الفعلية في القرار الوطني بقدر ما يستمدّ مسيحو الشرق قوة من هذه التجرية الفريدة ويسعون الى مثيلاتها في بلدانهم"، لافتاً في هذا السياق إلى أقباط مصر ومسيحيي العراق ومسيحيي سوريا. وختم قائلاً: "مسيحيو لبنان بخير، مسيحيو الشرق بخير".

إعداد ​محمد علوش

تصوير تلفزيوني علاء كنعان