ذكرت صحيفة "البيان" الاماراتية أنه "سرعان ما تغيرت قواعد اللعبة والحرب في قطاع غزة، بإعلان المقاومة الفلسطينية أسر جندي إسرائيلي وقتل عشرات آخرين، بعضهم من ضباط النخبة في لواء غولاني، في سلسلة عمليات نوعية وجهت ضربة قاسية لاسرائيل التي ردت بمجزرة دموية بشعة في حي الشجاعية في مدينة غزة، وواصلت دكّ أراضي القطاع بصواريخ "إف 16" والأسلحة المحرمة دولياً".

واشارت الصحيفة الى أن "اللافت أنه، رغم نفي اسرائيل أسر أي من جنودها وتقليصها لعدد قتلاه وحجم خسائرها المتتالية، أن مجلس الأمن الدولي وبعد طول غياب، أعرب مساء الأحد عن "قلقه الشديد إزاء العدد المتزايد من الضحايا" في قطاع غزة، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار".

وأوضحت أن "هذا الحراك الدولي غير المعهود، والذي طال انتظاره، تزامن مع سلسلة زيارات متزامنة لمسؤولين غربيين للعاصمة المصرية القاهرة، في مقدمتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار في غزة، فضلاً عن زيارة أخرى يقوم بها وفد أميركي رفيع برئاسة مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن القومي ديريك تشوليت، ومع زيارة ثالثة منفصلة لمبعوث الصين للشرق الأوسط وو سيكه، والتي ترافقت جميعها مع حراك عربي شبه متواصل، ترعاه مصر".

ولفتت الى ان "هذه التحركات الماراثونية لم نسمع عنها قبل التطورات اللافتة في قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية، كما أنها لم تتحقق قبل ذلك رغم الدعوات والمناشدات العربية والفلسطينية المتواصلة لتدخل عاجل يحقن دماء أهالي غزة، ويضع حداً لمآسيهم وتهجيرهم من بيوتهم للمرة الثالثة على الأقل"، معتبرة أنها "جاءت استجابة لحفظ ماء وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وإنقاذاً لأسطورة "الجيش الذي لا يقهر"، حيث إن المقاومة والشعب الفلسطيني بصمودهم على أرضهم واستماتتهم في الدفاع عنها، فرضوا معادلة جديدة في تلك المعركة التي رغم ميل كفتها العسكرية لصالح الاحتلال، إلا أن نضال الفلسطينيين في أراضيهم منذ عقود لم يمنح إسرائيل يوماً نشوة الانتصار عليهم".