اشار السيد علي فضل الله خلال خطبة صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، الى ان "لبنان لا يزال يعاني الفراغ الرئاسي، وعدم الاحتكام إلى المؤسَّسات الدستوريَّة، الأمر الذي ينعكس سلباً على الاستقرار السياسي في هذا البلد، كما يعاني المواطن فيه عدم تلبية احتياجاته الأساسية، التي باتت عرضة للتجاذبات بين مواقعه السياسية، وليس آخرها أزمة تصحيح الامتحانات الرسمية، التي تربك مستقبل الطلاب".

وأمل أن تساهم الحركة السياسية التي جرت مؤخراً، في تحريك الملفات، وخصوصاً ملف سلسلة الرتب والرواتب، وتثبيت الاستقرار المطلوب في هذا البلد، حتى يكون بمنأى عما يجري في محيطه، سواء في فلسطين أو في سوريا، إذ لا يمكن أن تُواجه المخاطر بترهّل سياسي، ولا بانقسام بين أبنائه، فتحقيق الاستقرار لا يتحقق إلا بوفاق داخلي، وعلى المسؤولين أن يسارعوا إلى إتمام هذا الوفاق، قبل أن تكبر الأزمات، ونغرق في المجهول الذي لا نطيقه ولا يطيقه أحد، فتكفي كل معاناة الماضي، ولا بدّ من تأمين الأمان والعيش الكريم لجميع المواطنين.

وراعتبر ان المقاومة في فلسطين أعادت الاعتبار إلى هذه الأمة، كما فعلت المقاومة في لبنان، وأكَّدت قدرتها على الوقوف في وجه أعتى عدوّ، وأحبطت كل دعوات الهزيمة والذل والاستسلام لمطالب العدو. وجدد دعوة العالم العربي والإسلامي إلى تحمّل مسؤوليته في نجدة هذا الشعب، ومساندته بالكلمة والموقف، وحتى بالدموع التي كنا نتمنى أن تُذرف من بعض العرب، كما ذُرِفت من مسؤول الأونروا في غزة، وهو يتحدّث عن أطفالها، ولكن، مع الأسف، لا نزال نرى أن البعض يبرّر لهذا العدو اعتداءاته ووحشيته ومجازره.

كما دعا كلّ مكونات الشَّعب العراقي، إلى الخروج من كلّ حساباتهم الضيّقة، والانصياع إلى نتائج الانتخابات التي شارك الجميع فيها، والقبول بما أدت إليه، حرصاً على مستقبل العراق واستقراره ووحدته، والوقوف صفاً واحداً في وجه المؤامرات التي تستهدف المسلمين والمسيحيين، وكل التنوّع الموجود. ونحن نرى أنَّ ما يحدث في الموصل، وفي العراق بشكلٍ عام، يشكّل تهديداً لكل العراقيين، وللمسلمين فيه كما للمسيحيين، فالتهجير مشترك، والمعاناة مشتركة، ولا بدّ من أن يرتفع الصوت واحداً في مواجهة هذا الفكر الإلغائي الإقصائي، الذي يشكّل مشكلة للجميع.