اشارت "الاخبار" الى ان "جديد قضية العسكريين اللبنانيين الرهائن هو "إخراج" الوكيل المفاوض، أي "هيئة علماء المسلمين"، ودخول "الأصيل"، أي إمارة قطر على خط المفاوضات. وهذه الخطوة حاولت الهيئة إظهارها على شكل "تعليق" لجهودها. لكن الحقيقة أن أمير "​جبهة النصرة​" في القلمون، أبو مالك التلّيّ، طرد أول من أمس موفد "الهيئة" من جرود ​عرسال​، قائلاً: «أنتم غير مرحّب بكم هنا. أنتم تكذبون علينا، وتعدوننا بما لا تستطيعون تنفيذه. اذهب وقل لحكومتك إننا لسنا أبو ابراهيم تبع اعزاز" (أي قائد "لواء عاصفة الشمال" السوري المعارض، وخاطف الزوار اللبنانيين في اعزاز، ابراهيم الداديخي).

واوضحت ان "طرد الهيئة من الجرود تزامن مع دخول قطر على خط التفاوض. ومن أول "إنجازاتها"، بعد إحالة "الهيئة" على التقاعد، "إقناع" قيادة جبهة النصرة في القلمون بالقبول بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، مفاوضاً غير مباشر يمثل الحكومة اللبنانية، على أن تمثل قطر الخاطفين. في هذا الوقت، لا يزال وزير الداخلية نهاد المشنوق ينفي دخول اللواء ابراهيم على الخط، لاقتناعه بضرورة كتمان كل ما له صلة بعملية التفاوض. وبحسب مصادر مواكبة للمفاوضات، فإن نموذج اعزاز، حيث استمر احتجاز المخطوفين نحو 18 شهراً مرشح للاستنساخ. وبرأي متابعين لعملية التفاوض، فإن قطر ليست مستعجلة لإنجاز الإفراج عن العسكريين. هي ستختار التوقيت المناسب لإطلاق سراحهم، تماماً كما اختارت لإقفال ملف الزوار المخطوفين توقيتاً سياسياً ارتبط برغبتها في فتح قناة اتصال مباشرة مع حزب الله، وتوقيتاً ميدانياً متصلاً بهجوم "داعش" على اعزاز في خريف عام 2013".

وذكرت انه "يوم أمس، سلّمت "جبهة النصرة" شريط فيديو يظهر 9 عسكريين ودركيين مخطوفين، إلى قناة "الجزيرة" القطرية. لكن لأسباب "غير معلومة"، تمنّعت "الجزيرة" عن بث الشريط، بحسب ما أكّدت مصادر معنية بالمفاوضات لـ"الأخبار". وبعدما تيقّن الخاطفون من أن "الجزيرة" ليست مستعجلة لبث التسجيل، نشروه على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لهم والمقربة منهم. بقي التسجيل محمّلاً لبضعة دقائق، قبل أن يسارعوا إلى إزالته. وفي التسجيل، تكرر سيناريو اعزاز مجدداً، شكلاً ومضموناً. في الشكل، المخطوفون يدلون أمام الكاميرا بما لقنهم إياه خاطفوهم. أما في المضمون، فطالبوا عائلاتهم بالتحرك ضد حزب الله لمطالبته بالانسحاب من سوريا، "وإلا فستقتلنا جبهة النصرة التي تعاملنا جيداً".

واشارت الى انه "حتى الآن، كل هذا الحراك محصور بمجموعات "جبهة النصرة" التي ظهر "مشغّلها" القطري. لكن الوجه الآخر من المشكلة، والأكثر تعقيداً، يتصل بتنظيم "داعش" الذي يحتجز عدداً من العسكريين والدركيين لا يقل عمّا هو لدى "النصرة". فحتى الآن، لم يعلن مفاوض جدي قدرته على لعب دور الوسيط بين الدولة اللبنانية و"داعش".