مصدر سياسي ينتمي الى الفريق الوسطي ، وهو وصف اطلق على الذين يقفون على ذات المسافة بين قوى 14 و8 آذار، وهؤلاء اعتمدوا سياسة النأي عن الحروب السورية وتداعياتها، هذا المصدر لم يصدق ان تلفزيون الـ «بي.بي.سي» ذا المصداقية العالية يضع عنواناً للنقاش في صدر صفحته الالكترونية بصيغة سؤال: «هل ستشارك اميركا مع الرئيس السوري بشار الاسد في حربها ضد دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام «داعش» لكن ما كاد المصدر السياسي الوسطي يستفيق من الوهلة الاولى حتى فوجىء بوزير الخارجية السورية وليد المعلم يستدرج العروض ويضع الشروط طارحاً الخبرة السورية في خدمة مكافحة الارهاب، حينها ضرب المصدر الوسطي كفاً بكف قائلاً: «الهيئة بشار بقي في مكانه والآخرون الذين ابتعدوا عادوا».

ويضيف المصدر ان سقوط مطار الطبقة آخر معاقل الجيش السوري في محافظة الرقة لم يغير في المسار ولم يبدل في الواقع الجديد للنظام حيث الحاجة مهمة اليه، هي ام الاولويات لدى المجتمع الدولي، خصوصاً ان الولايات المتحدة تعتبر ان دحر «داعش» في العراق يتطلب القضاء على تواجدها في سوريا, والبنتاغون على قناعة بأن الضربات الجوية قادرة على تدمير المقرات ومعسكرات التدريب للتنظيم، لكن القضاء على تنظيم «داعش» يتطلب قوات على الارض لحرمان الارهابيين من الملاذ الآمن ومن موارده المالية وبالتالي فان عناصر «البشمركة» التي ساهمت مع الضربات الجوية الاميركية في طرد فلول «داعش» من ضواحي المنطقة الكردية وبعيداً عن سد الموصل، فان الجيش العربي السوري سيشكل القوة الرادعة على الارض اذا قرر المجتمع الدولي تسديد الضربات الجوية التزاماً بقرارات مجلس الامن.

ولأن الحاجة ام الاختراع تقول مصادر ديبلوماسية، بدا «الاستيلشمنت» الاميركية التحضير لتغيير الرأي العام بعد سنوات من كيل الاتهامات ضد الرئيس السوري، ولأن الامن الاميركي وسلامة المواطنين هما فوق الاعتبار , فان الاستعانة بالخبرات السورية تصبح هدفاً للسياسة الخارجية لواشنطن، خصوصاً التسريبات لكبار المحللين السياسيين الذين يدورون في الفلك الترويجي للبيت الابيض، تفيد بأن الاسد لم يشكل يوماً اي تهديد مباشر للاراضي الاميركية، فيما العدو المشترك «داعش» بدأ يتنفيذ انشطة ضد الاميركيين، وهكذا من منظور الامن القومي، فان الدولة الاسلامية هي التهديد الحقيقي لاميركا.

اذا من يجروء على اعلان «الاتفاق المجنون» كما وصفه بعض كبار الضباط في وزارة الدفاع الاميركية، ومن يستطيع اعلانه على الجمهور الاميركي، وهنا استعان صناع القرار في الادارة الاميركية تضيف المصادر بالضباط السابقين في المخابرات المركزية الذي يرى البعض منهم ان التحالف مع الاسد افضل الطرق لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، والبعض الآخر اكد بأن الخيارات الاخرى لم تعد ممكنة وفاعلة في الحرب ضد «داعش» ومن بين هذه الخيارات ما طرح سابقاً دعم جماعات مسلحة مقبولة، لان المتشددين سوف يهزمون المعتدلين وبالتالي سيستولون على الاسلحة المتطورة التي قدمت اليهم، لذلك العمل مع الاسد سيكون افضل وسيلة لقتال الارهابيين، كما يقول هذا البعض .

واشنطن التي عاشت اللحظات المؤلمة في قبضة الخليفة، عندما نحر الارهابيون رأس الصحافي الاميركي في ابشع مشهد شهدته البشرية، تعيش بين المطرقة «الداعشية» وسندان النظام في سوريا على حد قول المصادر، وبالتالي فان الادارة الاميركية تدرك جيداً ان التحالف الاجباري مع الرئيس السوري يعني تحالفاً مع اصدقاء الاسد وفي طليعتهم ايران التي تنتظر استدعاءها لتلعب دور شرطي الخيلج خصوصاً عندما يدق الداعشيون ابواب السعودية، ومنعاً لاي خطر داهم ومفاجىء، فتحت الابواب بسرعة فائقة لنائب وزير الخارجية امير حسين عبد اللهيان في زيارة غير متوقعة، لكنها تحمل المعاني الكثيرة، لتبدأ من بعد الزيارة اوسع عملية خلط لتحالفات وجميعها تهدف للقضاء على العدو المشترك الذي داهم الانظمة على حين غرة واقلق وجودها.

وبالعودة الى المصدر الوسطي الذي اصر على انعكاس ما يجري اقليمياً ودولياً على الواقع اللبناني ويؤكد بان الفراغ سيزول فور الانتهاء من صياغة التحالفات المقاتلة ضد «داعش» خصوصاً ان الاتفاق على قتال «الدولة الاسلامية» سيسبقه الاتفاق على رئاسة الدولة في لبنان وبالتالي صدق من قال بان ايلول «طرفه بالشتي مبلول» وفي هذا الشهر سيبدأ قتال الدولة الاسلامية الداعشية وسيتم انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في منطقة الشرق الاوسط.