حذر العلامة السيد علي فضل الله "من انعكاس بعض الممارسات ذات الطابع الفردي، على أمن المجتمع اللبناني وسلامته، من خلال السعي إلى تحويلها إلى أدوات وأساليب لزرع الفتن الطائفية والمذهبية"، لافتا الى أنه "فوجئنا بالحجم الإعلامي والحيز السياسي الذي أخذته بعض الممارسات الفردية، بدءاً من إحراق أعلام تحمل شعارات دينية تم وضعها في نطاق مذهبي، وصولاً إلى شعارات مضادة كتبت على جدران بعض الكنائس، ما يجعل البلد أمام محاولة خطيرة لحرف الأنظار عما يتهدَّده عند حدوده من مخاطر وافتعال مشاكل ذات طابع طائفي في الداخل".

واشار فضل الله في بيان الى أن "بعض هذه الأعمال، والتي حصلت على ما يبدو في أوقات سابقة، جرى استخدامها كأدوات لإنتاج الفتن ذات الطابع المذهبي والطائفي"، معتبرا أنه "ومع كونها ممارسات فردية، ومهما كانت صغيرة، فإن من شأنها أن تتحول إلى شرارة قاتلة قد تحرق الأخضر واليابس، وخصوصاً أن البلد غير محصن في هذه المرحلة إزاء مثل هذه الممارسات، وذلك في ظلّ عدم تنبّه السلطات الرسمية إلى ما قد يُحاك ضد أمن البلد وسلامة المجتمع اللبناني".

ورأى أن "المشكلة لا تكمن في هذه الممارسات التي غالباً ما تكون محدودة، وفي نطاق ضيّق، ويقوم الإعلام بتضخيمها، غير ملتفت إلى أنه يطلق شرارة نيران في أرض هشة قابلة للاحتراق، بل تكمن المشكلة أولاً وأخيراً في الخطاب السياسي الذي غالباً ما يلتهب، ويتحوّل إلى خطاب طائفي قد يلتفت مطلقوه إلى حجم نتائجه السلبية، وقد لا يلتفتون إلى ذلك".

ودعا الى "الارتفاع إلى مستوى المسؤولية في مواجهة التحديات التي تواجه كل فئات المجتمع اللبناني وطوائفه ومذاهبه، ما يتطلَّب احتواء أية محاولات قد يساء فهمها طائفياً ومذهبياً، والتشديد على خطاب الاعتدال الديني والوطني، ولا سيما أن أفراداً من الجيش مختطفون، ويُراد إدخالهم في دائرة التجاذبات الداخلية والخارجية".