تأسست أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك في أوائل القرن الخامس، ويضم قضاء البقاع الغربي وحده اكثر من اثنتي عشر كنيسة، ابرزها كنيسة او ​دير مار تقلا​ عين الجوزة، الذي يعتبر في يومنا هذا جسرا للتواصل بين المسيحيين بكافة شرائحهم.

تأسس دير مار تقلا عين الجوزة-صغبين عام 1760 على يد الاب يونان المعلولي، راهب مخلصي وعاونه بذلك لفيف من الرهبان، ورغم وفاة الاب المؤسس عام 1769 نتيجة سقوطه عن شجرة الجوز، بقي الدير الذي يضم كنيسة وغرفاً ومساكن للرهبان، حياً حتى هذه الساعة.

ترعى شؤون دير "مار تقلا" الرهبانية المخلصيّة وتعتني به وبزائريه الذين يأتون إليه من كل صوب، ومن كافة أنحاء العالم للتبرك والزيارة. وإذا أمعن الزائر النظر من سطح الدير إلى الصخور المحيطة، شاهد بحيرة القرعون ونهر الليطاني واشجار الجوز والسنديان والبلوط التي تستعمل للدير فقط اذ انه يمتلك اراض شاسعة تمتد الى نهر الليطاني وبحيرة القرعون والقرى المجاورة وعين الجوزة الذي سمي الدير نسبة لاسم هذه العين ولكثرة شجر الجوز في هذه المنطقة.

يشرح وكيل دير مار تقلا الاب سالم الفرح أهمية هذا الدير لأبناء المنطقة، معتبرا انه جسر تواصل بين كافة شرائح الاديان خاصة الدين المسيحي. ويؤكد الفرح في حديث لـ"النشرة" ان هذا الدير يستقبل عددا كبيرا من الزوار وخصوصا في شهر ايلول الذي يصادف انه شهر القديسة مار تقلا، كاشفا ان للعيد هذا العام نكهة مميزة تجلت بكثافة برنامج العيد رغم الظروف التي يمر بها البلد من ويلات واحداث امنية.

لا تقتصر شهرة دير القديسة تقلا على لبنان وحسب، فمن لم يسمع بديرها في معلولا؟ وهو المعروف بالشق الموجود في الجبل والذي احدث ممراً ضيقاً من طرف الجبل إلى طرفه المقابل، وفي هذا الشق ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم ويتقاطر عليها الناس من كل مكان ليرتشفوا من مياه بركاتها وينالوا نعمة الشفاء من المرض والطهارة والنقاوة.

وتحكي الروايات أنّ هذا الشق نشأ حين أراد المسيح حماية القديسة تقلا التي هربت من حكم الموت الذي صدر بحقها، فكانت الأعجوبة التي أبقت الفتاة الهاربة (تقلا) في شطر والجنود الرومان في الشطر الاخر.

من جهته، يرى عضو لجنة وقف دير مار تقلا طوني حشاشو أنّ الدير هو ركيزة المنطقة ويجمع كل اطيافها، معتبرا في حديث لـ"النشرة"، أنّ هذا الدير هو الصخرة التي يرتكز عليها الخط المسيحي الممتد من عمّيق حتى مشغرة.

يضم دير مار تقلا عين الجوزة قلاّيات (مفردها قلاّية وهي كناية عن غرفة صغيرة الحجم جدّا تتسع لشخص واحد فقط) كان يختلي فيها الرهبان للتركيز على الصلاة والتأمل والتقشف والزهد، وهذا ما أعطى الدير قيمته الدينية الكبيرة، إذ إنه من الأمكنة الروحيّة التي ترتفع الصلوات والتضرعات منها ليلاً نهاراً.