أشار راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة إلى ان "المسيحيين يعيشون بمختلف طوائفهم، والمسلمون بمختلف مذاهبهم، في طرابلس، منذ أكثر من ألف وأربع مائة سنة، وقد أصبحت هذه المدينة، كما كل لبنان، مثالا وقدوة للكثير من البلدان إلى درجة أن البابا القديس يوحنا بولس الثاني". وقال: "إن لبنان ليس مجرد وطن كغيره من الأوطان، بل هو رسالة للشرق والغرب وللعالم أجمع". ففي المسيحية في لبنان نفحة من الإسلام، وفي الإسلام نفحة من المسيحية، تظهر في كل العادات والتقاليد التي يعيشونها مع محافظتهم على كل مقومات إيمانهم إذ يبقى فيه المسلمون مسلمين، والمسيحيون مسيحيين بكل ما للكلمة من معنى. يبقون كلهم ثابتين، صامدين، ومترسخين في مبادئهم الدينية، جاعلين منها مادة للحوار، متحاشين دائما أن يجعلوا منها، مادة للخصام والعداوة. فالمسلمون في طرابلس مسلمون أصيلون وأصليون، والمسيحيون فيها أصيلون وأصليون. وهنالك ثوابت يتقيدون بها جميعهم ويسعون دائما للحفاظ عليها وتنميتها كي يصح فيها القول أنها في الحقيقة رسالة لكل البلدان مسلمة كانت أم مسيحية".

وخلال مؤتمر صحافي خصص للاعلان عن اللقاء الجامع لإعلان ثوابت طرابلس الوطنية في دار المطرانية المارونية في طرابلس، رأى ان "البعض يحاول أن يزعزع هذه الثوابت ويهدمها، بتأثير أكيد من قوى خارجية، ومن مؤامرة تحاك خيوطها منذ فترة من الزمن، ساعية إلى تفتيت هذه البلدان من أجل خلق دويلات طائفية، تبرر قيام الدولة الصهيونية الغاصبة التي عبرت صراحة، وبعد فترة طويلة من المواربة، أن تجعل من نفسها دولة يهودية، تفرض وجودها وسيطرتها على دويلات أخرى ذات طابع طائفي ومذهبي، تتصارع وتتحارب مع بعضها البعض، بينما تحاول هي أن تثبت وجودها وتبرره أمام الدول الأخرى. وما يحصل في بعض البلدان من تجاوزات، وتطرف طائفي مذهبي، ضد أبناء البلد الواحد، يشكل خطرا كبيرا على المنطقة العربية والشرق أوسطية بمجملها. وما نسمعه من تهديدات وتحذيرات على لسان بعض القوى الخارجية قد يدخل في هذا الإطار، إذ أن تصرفات بعض الفئات التي تسيطر على مناطق واسعة من عدد من البلدان وتطرد منها سكانها الأصليين كما هو حاصل في سوريا والعراق يثير القلق والخوف عند الكثيرين منا، مسيحيين ومسلمين".