أشار مدير العمليات في مكتب تنسيق العمليات الانسانية التابع للامم المتحدة OCHA جون غينغ الى أن "سوريا تمثل اسوأ ازمة انسانية في العالم واكبرها. وللاسف يتواصل تردي الاوضاع نتيجة الصراع"، مؤكدا أن "المشكلة الاولى هي قتل الابرياء تضاف اليها المشكلة الانسانية ما يجعل الناس في حاجة الى كل شيء. نتطلع الى فصل الشتاء حيث سيبدو العيش صعبا . انها مأساة مروعة. لا يبدو ان ثمة حلاً في الأفق. الكل يعلم ان الحل سياسي وليس عسكريا او انسانيا".

ولفت غينغ في حديث لصحيفة "النهار" الى أن "تنظيم "داعش" يشكل جزءاً من النزاع ونحن قلقون على المستوى الانساني وكذلك بالنسبة الى المدنيين، ونتطلع الى مساعدتهم على الاستمرار في العيش في ظل النزاع المروع"، مشددا على أن "النزاع ليس دينياً او اثنياً هو نزاع يقوده اشخاص لهم اهداف خاصة بهم. والشعب السوري هو الضحية وللاسف يدفع الثمن".

ورحب بقرار مجلس الامن 2165 الذي اتاح للامم المتحدة وشركائها استخدام نقاط عبور في تركيا والعراق والاردن لادخال المساعدات الى سوريا، مشيرا الى أنه "يصعب الوصول الى عدد كبير من السوريين في الداخل نتيجة النزاع ونحتاج الى استخدام اي طريق ممكنة".

وأوضح غينغ أن "​الامم المتحدة​ تعمل مع كل الافرقاء بمن فيهم الحكومة السورية التي عليها مسؤولية تسهيل مهمة الامم المتحدة بموجب القانون الدولي. كما اننا نعمل بالطريقة نفسها مع الجماعات المسلحة"، مناشدا "الحكومة السورية والجماعات المسلحة احترام العمال الانسانيين وتسهيل مرورهم الآمن الى المحتاجين. كما اننا نستمر في طلب مزيد من التعاون لان هناك الملايين الذين لم نصل اليهم بعد".

كما شكر الحكومة والشعب اللبناني لكرمهم في استقبال اللاجئين، لافتا الى أن "لبنان وضع معايير عالية جداً للانسانية دولياً، وشكل مثالاً لبقية دول العالم. ما نتطلع اليه هو تضامن العالم مع اللبنانيين والتأكد ان العبء المالي تم تقاسمه".

وأكد غينغ أن "الشعب اللبناني يحتاج الى دعم المجتمع الدولي على مستوى الخدمات العامة والطبابة والصحة والتعليم والبنى التحتية، وكذلك على المستوى الاقتصادي أي خلق وظائف"، موضحا أن "الوضع على الحدود يتعلق بالحكومة اللبنانية التي اظهرت انها منفتحة على مساعدة اشقائها السوريين. وعلى المجتمع الدولي ان يتضامن مع الشعب اللبناني وحكومته ومساعدته على مستوى التداعيات المالية".

وراى أن " مؤتمر برلين يشكل فرصة لتخصيص مساعدات اضافية للبنان والجوار"، مشيرا الى أن "هذا المؤتمر يشكل مناسبة للمجتمع الدولي كي يعمل في شكل افضل على دعمه دول الجوار وشعوبها. وهذا يبدأ بتخصيص المال او الدعم المالي للمساعدة في التنمية الاقتصادية والبنى التحتية وغيرها. نتوقع ترجمة نيات المجتمع الدولي الحسنة أعمالاً تزيل الضغط عن شعوب لبنان وتركيا والاردن".