دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ ​نعيم حسن​ إلى "استلهامِ العدل في ما يجبُ على كلِّ مَن هو في مواقع الحُكم والمسؤوليَّة العامَّة أن يبادرَ إليه سعيًا في إبراء ذمَّته تجاه شعبه وأهله وبلده"، معتبراً أنه "حان الوقت في لبنان أن ندْرأَ الأخطارَ المعروفة من الجميع، بالاتّحاد والاقدام على الخطوات الضّروريَّة التي من شأنها أن تدير عجلةَ الحُكم في اتّجاهٍ سليم، وهذا أقلّ الإيمان أيُّها السّادة، وهذا أقلّ الواجب القيام بالدَّور الّذي من أجله أُنتخب ممثّلو الشّعب".

ولفت حسن في كلمته بمناسبة رأس السنة الهجرية، الى إنَّ "خرائط المنطقة تهتزّ، و لا أحد يعلم إلى أيّ مآل ستؤول إليه الأمور، ولكن، هذا لا يعني على الاطلاق أن نعدمَ العِلمَ بكيفيَّة المحافظة على بلدنا موحَّدًا، راسخًا في عيشه المشترك ونظامه الديمقراطي الّذي وحده يحفظ حقوق جميع مكوّناته"، معتبراً أنه "إذا اقتضت الظّروفُ القيام بخطوات استثنائيَّة ضروريَّة كالتمديد، فليكن ذلك على قاعدةٍ شرطيَّةٍ هي المبادرة إلى انتخاب رئيسٍ قادر على القيام بدوره في إدارة دفَّة الحُكم وفق الدّستور، فالهمّ الاول والاخير حماية الدولة ووجودها برمته، وغنيٌّ عن البيان القول بأنَّ الأزمات الكبرى العاصفة ببلدنا في حقول التشريع والاقتصاد والإدارة والأمن، والعجز عن اجراء انتخابات في ظل قانون بحفظ كيان لبنان، ناهيك عن الأزمات المتعدّدة الناتجة عن تفاعلات الوضع الاقليمي داخل بلدنا، تحتِّم على الجميع إعادة قراءة الرّهانات السابقة، والمبادرة بعدها إلى خطوات تحصِّنُ الوضع الداخلي، وتوفِّرُ للحكومة فسحة العمل المنتج الذي من شأنه وحده أن يعزِّز الثقة، ويحفِّز الهمم، ويوحِّد الموقف السياسي باحتضان القوى الامنية واضفاء الغطاء القويّ لما يقوم به جيشُنا الوطني من تضحيات ومهام كبرى سوف يحفظها له التاريخ في سجل البطولة والشرف والوفاء، فهو الدرع الوحيد لحماية الوطن واللبنانيين".

وأشار حسن الى أنه "لا بد للحكومة من متابعة مساعيها بكامل الجدية للإفراج عن ​العسكريين المخطوفين​ في جرود عرسال، وتقديم كل ما يلزم من تضحيات في هذا السبيل"، موضحاً ان "المرحلة الخطيرة في المنطقة تقتضي رصّ الصف الإسلامي أكثر من أي وقت مضى، وتقتضي من جميع أبناء المذاهب والملل الإسلامية التوحد والتعاضد والتكاتف بوجه الأخطار"، أملاً أن "يحملَ هذا العامُ الأمل والفرَج لشعبنا وأمَّتنا"، سائلين الله تعالى أن "يأخذَ بيدِ الدَّاعين إلى التمسُّكِ بأعزّ ما قدّمه الاسلامُ الحنيف للحضارة الانسانيَّة من قيَمٍ أخلاقيَّة رفيعة، ومفاهيم عقلانيَّةٍ سامية كانت على الدوام وجهَه الحقيقي المضيء".