أشار مصدر أممي بارز في الأمم المتحدة لصحيفة "الجمهورية" الى إن "من أولويات المبعوث الاممي الى سوريا ستافان دوميستورا، العمل على تحقيق تقدّم في وقف العنف وإيصال المساعدات الضرورية لملايين النازحين والمهجّرين، ومن ثم التوصّل إلى حلٍّ سياسي يمنع تضاعف الخسائر البشرية يومياً".

وشدد المصدر على أنّ" "أسس "جنيف 2" ما زالت صالحة للانطلاق منها اليوم في محادثات جديدة، لكنني أستبعد حصول جولة جديدة من المفاوضات قبل نهاية هذه السنة"، متوقعاً "عقد "جنيف 3" مطلع 2015، على أن تستبعد مسلمات عدة، أولها تغيير النظام واستبعاد الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم، وثانيها اعتبار الائتلاف السوري الممثل الوحيد للمعارضة في سوريا. ويبدو أنّ هذا الائتلاف سيكون المتضرر الأكبر في هذه الجولة الجديدة من المفاوضات، إذ على رغم فشله في تثبيت دوره كممثل للمعارضة، يصعب إيجاد بديل واضح له".

وأضاف المصدر أن" السبب في ذلك يعود إلى فشل الائتلاف في تحقيق أي عمل فعلي وفقدانه شعبيته، وعدم وجود رؤية واضحة لديه، حتى إن الأميركيين أبلغوا إلى أركانه أنهم فقدوا صفة الممثل الحصري للمعارضة".

ورأى المصدر أن "الجهات كافة سلمت بأن النظام باقٍ، وعلى رغم ذلك تصر الأمم المتحدة، مثلما فعلت دائماً، على دور للمعارضة، بحيث توزع عليهم حقائب تتيح لهم المشاركة في الحكم مناصفةً".

ولفت دبلوماسي أوروبي في جنيف لصحيفة "الجمهورية" الى إن "الاقتراح الاساسي له هو العمل في الميدان، بشكل لا يتطلب عملية تفاوضية معقّدة كما حصل في "جنيف 2"، وينطلق بلا شروط مسبقة تحدد عمل الجهات المتنازعة".

ورأى أن "الأقرب إلى منطق دي ميستورا هو تكرار تجربة حمص بدءاً بحلب، ومن ثم التوجه إلى مناطق أخرى، وهذه الخطوة تحتاج الى عمل مُضنٍ، الهدف النهائي منه إجراء مصالحات على الأرض بين قوات المعارضة المعتدلة وقوات النظام لمحاصرة "داعش" في مناطق وجودها، وهذا يعني أن دي ميستورا يحاول خفضَ الخلافات بين المعارضة والنظام على أساس أن الخطر الأكبر على الفريقين معاً، يأتي من التنظيم الإرهابي".