يُقر قياديون في أحزاب مسيحية في 8 و14 آذار على حد سواء بخشيتهم من أن يحل الحوار المرتقب بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" على حسابهم، فيتفق الثنائي السني–الشيعي على حل للأزمة الرئاسية اللبنانية كان من الواجب أن يخرج من رحم القيادات المسيحية والبطريركية المارونية.

يُدرك هؤلاء تماما أن هذه القيادات هي التي تتحمل نتائج سيناريو مماثل لفشلها بعد حوالي 7 اشهر على شغور منصب الرئاسة بالتوصل لصياغة توافق مسيحي–مسيحي يُنتج رئيسًا، لا بل يذهب مرجع مسيحي الى حدّ القول: "انتظرنا شركاؤنا بالوطن كثيرًا وها نحن ندور في حلقة مفرغة... فعسى حوار المستقبل–حزب الله ينجح بما فشلنا به".

بمقابل الخيبة من الفشل المسيحي المتمادي، تبرز لدى "التيار الوطني الحر" و"تيار المردة" من جهة، و"الكتائب" و"القوات" من جهة أخرى، ثقة عمياء بشركائهم، فيقول قيادي مسيحي في قوى "​8 آذار​": "ندرك تماما أن حزب الله ليس بصدد القبول بتخطي دورنا، وهو لن يخوض نقاشات مستفيضة بالملف الرئاسي كونه أكّد أكثر من مرة أن الملف بعهدة العماد ميشال عون"، مضيفا: "لا شك أننا نخشى أن يدفع تيار المستقبل بالرئاسة بندا أولَ على جدول الأعمال، الا أننا من ناحية اخرى مطمئنّون لموقف حليفنا".

ولا تزال القوى المسيحية في "8 آذار" تتمسك بتبني الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ترشيح العماد ميشال عون في ذكرى عاشوراء، لافتة الى أن الأخير وفي خطابه الشهير "تبنى ترشيح عون ومن ثم تحدث بالحوار مع المستقبل... وهي بمثابة رسالة مبطّنة بأن الحديث بملف الرئاسة سيبقى باطاره العام في حال جلس الطرفان على الطاولة".

وتكشف المصادر عن توافق بين مختلف قوى 8 آذار مفاده بأنّه "حتى ولو كانت هناك وجهات نظر مختلفة بموضوع التمديد، الا أن المواقف من ملفي الرئاسة وقانون الانتخاب ستكون موحدة والخطأ ممنوع... وفي ما يتعلق بالرئاسة فالكلمة الأولى والأخيرة ستكون لعون و"مش مسموح حدا يزعّلو!"

بالمقابل، تتخبط القوى المسيحية في 14 آذار بخلافاتها بما يتعلق بالملف الرئاسي، وقد ظهر ذلك مؤخرا عبر مواقف رئيس "القوات" سمير جعجع ورئيس "الكتائب" أمين الجميل. وينتظر الفريقان ما سيعلنه رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري ليبنيا على الشيء مقتضاه.

أما في الأروقة الدولية، فقد عاد البحث بموضوع الاسماء مع اقتناع المعنيين بالملف الرئاسي هناك بانعدام حظوظ الأقطاب المسيحيين. ويجري التداول حاليا بـ3 اسماء هي: الوزير السابق جان عبيد، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وأحد المقربين من بكركي".

وبانتظار ما ستؤول اليه المشاورات المفترض أن تفضي للاتفاق على جدول أعمال حوار "المستقبل" – "حزب الله"، يرى مراقبون ان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والسيد نصرالله غير مستعدّين للتخلي عن حلفائهما المسيحيين وأن لا ظروف تخدم قيام تحالف رباعي مماثل لتحالف 2005 يضع المسيحيين خارج اطار اللعبة السياسية.