إذا كان التمديد حلاَّل المشاكل والإستحقاقات في العالم، فلماذا لا يكون كذلك في لبنان؟

بهذا علَّق أحد المراقبين المخضرمين، على خبر تمديد مهلة المفاوضات الخاصة بالملف النووي الإيراني سبعة أشهر إضافية بين الدول الكبرى الست وبين إيران، وذلك إثر عدم التوصل إلى إبرام إتفاق يضع حدًّا لهذه الأزمة القائمة منذ عقدٍ من الزمن.

التعثُّر في الإتفاق على الملف النووي الإيراني سيجعل العلاقة بين واشنطن وطهران في وضع ستاتيكو، فلا تدهور في العلاقة في غضون السبعة أشهر المقبلة، حتى حزيران، ولا تقارب بالتأكيد.

ولأنَّ الكثير من الملفات حول العالم، ومن بينها ملف إستحقاق إنتخابات الرئاسة في لبنان، بات رهناً بالعلاقة بين واشنطن وطهران، فهل يبقى هذا الإستحقاق معلَّقاً سبعة أشهر إضافية؟

السؤال خطير خصوصاً أنَّ جوابه واردٌ، فهل بالإمكان ضمان الإستقرار في غياب رئيسٍ للجمهورية؟

يُخشى أن يكون بالإمكان تأمين هذا الإستقرار في غياب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية فعندها يكون هناك اعتيادٌ على هذا الواقع.

وإذا كان التمديد مطروحاً على بعض عواصم العالم فلماذا لا يكون مطروحاً ومقبولاً بالنسبة إلى مجلس النواب اللبناني؟

السؤال لم يعد مطروحاً إلا في أذهان البعض، فالتمديد للمجلس تمَّ وقُضي الأمر، وما التحركات السياسية منها أو الدستورية إلا من باب القول إنَّ محاولات عرقلته تمَّت لكنَّها لم تفلح، إذاً ما علينا سوى الإنطلاق من هذا الواقع وليس من الأمنيات لدى البعض والتي تعتبر أنَّه بالإمكان قلب الطاولة والعودة إلى إمكان إجراء الإنتخابات.

في هذه الحال ماذا يمكن أن نفعل داخلياً؟

ليس بالإمكان الفوز بأكثر من ترتيب بيتنا الداخلي، فحين تتَّفق الدول العظمى على الستاتيكو فماذا بإمكاننا نحن البلد الصغير أن نقوم بأكثر من ذلك؟

إنَّ أقصى ما يمكن فعله هو إعداد التوافقات الداخلية على ملفات تسيير أمور الناس، إلى حين نضوج اللحظة الإقليمية والدولية لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا ممكن في الشهور السبعة المقبلة، لأنه قد يكون من مصلحة الدول المعنية بلبنان أن يتمَّ إعادة إنتاج مؤسساته الدستورية، أي رئيس جمهورية ورئيس حكومة وحكومة جديدة وقانون إنتخاب جديد، تتمُّ على أساسه الإنتخابات النيابية.

هل هذا كثير؟

ربما الدول المعنية تعتبر أنَّ الورقة اللبنانية ثمينة بالنسبة إليها، لذا فهي لن تتخلى عنها بسهولة كما يعتقد بعض هواة السياسة في لبنان. لكن ماذا يمنع اللبنانيين من نزع هذه الورقة من أيادي الآخرين إذا قرَّروا أن يخوضوا غمار الإنتخابات الرئاسية بمعزل عن الإعتبارات الخارجية؟

هل هو حلمُ يقظة؟

ربما، لكن أليست الوقائع تبدأ بالأحلام؟

ربما على اللبنانيين أن يعتادوا كيف يمكن الجمع بين الوقائع والأحلام ليستطيعوا التأقلم مع الظروف، وهذا هو السبيل الوحيد لتخطي الأزمات التي تتراكم يومياً.