لفت وزير التربية والتعليم العالي ​الياس بو صعب​ إلى ان "المرحلة التي اختلفنا فيها مع هيئة التنسيق النقابية كانت على التفاصيل وليس على الجوهر. إنها مرحلة أصبحت خلفنا ولن يكون الحل إلا بالتعاون معكم. نعترف بضغوط السياسيين لنقل الأساتذة من الأرياف. ولا نستطيع أن نرسل اساتذة إلى مدارس الأرياف من دون إعطائهم الحوافز"، مشيرا إلى أن "عميدة كلية التربية وجدت أنها تستطيع إكمال دورة المديرين بتوفير 400 مليون ليرة".

واضاف بو صعب، خلال حلقة نقاشية نظمتها رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي بعنوان "المدرسة الرسمية في السياسة الرسمية"، أن "المدرسة الرسمية عنوان كبير وأساسي يحتل الأولوية في سياسات الدول المتقدمة. ونحن في لبنان وعلى الرغم من إيماننا التاريخي بدور التربية والتعليم كرافعة إجتماعية واقتصادية فإننا مقصرون في تأمين سبل نجاح المدرسة الرسمية".

تابع: "أما العنصر الآخر الذي تحتاجه المدرسة الرسمية للنجاح فهو نشر الروضات وتأهيل المباني وإعداد معلمات الروضات بصورة. إن توصيف الحالة السيئة لقسم كبير من المدارس الرسمية لا يعني عدم وجود نقاط مضيئة في التعليم الرسمي، غير أن الثقة تحتاج إلى عملية صيانة يومية وإلى تدعيم بالأساتذة إلى جانب إدارة يتم إختيارها من بين أفضل المرشحين لها".

ولفت الى انه "في سياق توفير العناصر المؤدية لنجاح المدرسة الرسمية في حدها الأدنى، فقد قررت مع بداية العام الدراسي الحالي وقف التعاقد العشوائي وحصرته بقرار الوزير وبعد دراسة موثقة للحاجات الحقيقية. كذلك فقد أرسلت كتابا إلى مجلس الخدمة المدنية لمتابعة تنفيذ المباراة الهادفة إلى تأمين أساتذة للتعليم الثانوي في مواد تعليم عديدة. كذلك فقد شكلنا فريق عمل متمكنا لجهاز الإرشاد والتوجيه ليتمكن من القيام بواجبه في متابعة التنسيق والتوجيه والإرشاد في المدارس الرسمية".

وقال: "كل ذلك يبقى في إطار تسيير المرفق العام وإدارة الواقع بما تيسر من إمكانات. لكنني أعلنت وأكرر عزمي على عقد مؤتمر تربوي يضع الإصبع على مكامن الضعف في المدرسة الرسمية من أجل تحسينها وتعزيز نقاط القوة فيها، وسوف يشمل هذا المؤتمر ملفات تطوير الإمتحانات الرسمية ومتابعة تحديث المناهج التربوية مع المركز التربوي، بالتعاون مع المدارس الخاصة".