وجه راعي أبرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس ​المتروبوليت باسيليوس منصور​ رسالة الميلاد، لفت فيها الى أنه "بكلمات المسيح ولد فمجدوه، المسيح أتى من السماوات فاستقبلوه، نستقبل بداية آحاد صوم الميلاد مسبحين الذي ارتضى أن يتحد مع طبيعتنا البشرية. هذا الاتحاد الذي أمن للطبيعة البشرية مكانية الوجود في الحضرة الإلهية بصداقة ورفقة متصاعدة، لقد صار كلمة الله مثلنا في كل شيء ما خلا الخطيئة لكي نصبح نحن مثله بنعمته بلا خطيئة"، لافتا الى أنه بهذا نكون قد حققنا ولادة جديدة لملكوت السموات. وبحسب تعليم كنيستنا الولادات التي يحققها الإنسان عديدة أولها الولادة الجسدية- ثانيها الولادة من رحم الكنيسة جرن المعمودية، ثم الولادات التي يحققها من خلال درجات الفضيلة ولا يكون الإنسان في حالة منها كما كان في التي سبقتها أو التي بعدها".

و أكد أن "المسيح ولد لكي نحقق نحن بنعمته وبالمواهب التي أعطانا ولادات مستمرة في مراحل ملكوت السماوات والولادة الأخيرة تكون عندما يكتمل دورنا في هذه الحياة ونوجد في الحياة الأبدية، وجودا كاملا لا كالشبه بل بالحقيقة"، مشيرا الى أنه "كما يولد الإنسان ويتعرف على هذا العالم ويشكر الله أنه ما بقي في مرحلة من المراحل قبل وجوده في هذه الحياة، هكذا في كل مرحلة من مراحل الولادات في الفضيلة والنعمة يشكر الإنسان الله على ما صار عليه ويتمنى المزيد، أي التقدم في الحياة والفهم والنعمة، والقامة أمام الله والناس، ولو أدرك الإنسان إدراكا لا لبس فيه إلى ما هو صائر إليه من الملكوت والنعيم لما تضجر عندما يبلغ من العمر مرحلة متقدمة، يتضجر الإنسان في مراحله المتقدمة لأنه تقدم في عدد السنين ولكنه لم يتقدم في النضج الروحي ويتأسف لأنه رأى في ذاته تراجع بالنسبة لقواته الجسدية مثل الطعام والشراب والنوم وغيرها ولكنه بقي جاهلا جامدا بالروح فأمثال هؤلاء تتعثر ولاداتهم الروحية ويبقون أجنة تنتظر تحركا روحيا يخرج إلى عالم آخر يختلف عن سابقه بالفهم والإدراك والمعرفة".

ودعا الله بمناسبة الميلاد المجيد والأعياد السعيدة، رأس السنة والغطاس، أن "يجدد شباب الجميع روحيا وجسديا بشكل دائم ويقودهم في مواكب تصرفه دائما إلى ما هو أفضل وأن يؤهلنا دائما بنعمته أن نستوعب النور المنبعث في المغارتين مغارة الميلاد ومغارة القيامة، وأن يمن على شعوب الشرق الأوسط والعالم أجمع بالسلام والاطمئنان والبركات العميمة ببركة طفل المغارة الحبيب يسوع المسيح له المجد إلى الأبد آمين".