عربي علي ابراهيم شاب لبناني من منطقة المنكوبين في طرابلس سافر مع والديه واشقائه الخمسة الى الدانمارك منذ حوالى 4 سنوات، وهو اكد امام المحكمة العسكرية الدائمة انه لم يعجبه المجتمع الغربي، لكنه في الوقت نفسه عاد ليؤكد انه ينوي العودة الى هناك كونهم يهتمون به اكثر.

عربي متهم بالانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح «تنظيم النصرة» ثم الى تنظيم «داعش» وتنظيمات ارهابية مسلحة وشارك مع هذين التنظيمين في المعارك الدائرة في سوريا، وكما عمد خلال وجوده في لبنان الى المشاركة في المعارك التي دارت بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة والتي حملت طابعا للاقتتال الطائفي كونها تمت بين منطقتين مختلفتين من حيث الانتماء الديني التي اسفر عنها موت العديد من الاشخاص واحداث حرائق واضرار في الممتلكات العامة والخاصة وانه اقدم ايضا على المشاركة في اجتماعات تهدف الى التحقير بالجيش والمس بكرامته.

وقد استجوب رئيس المحكمة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم عربي بمعاونة المستشار المدني القاضي حسن شحرور وبحضور النائب العام المفوض لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي وقد حضر الى جانب عربي وكيله المحامي فواز زكريا، حيث اكد المتهم انه يسكن في كوبنهاغن (الدانمارك) بعدما سافر مع والديه واشقائه الى هناك هربا من الفقر، كما اكد ان والده يعمل هناك كسائق باص.

وبسؤاله عن سبب تأييد اباه له ورفض امه في موضوع انضمامه «للنصرة» نفى الامر مؤكدا ان اباه من اهل السنة وهو يتابع الاخبار السياسية ولا يؤيد احد وليس بملتزم انما متعاطف مع الثورة السورية، وهو لم يدعم احد وكان يرافقه الى المسجد في الدانمارك للصلاة.

وعن نوعية الخطب التي كانت تلقى في الجامع الذي كانا يقصدانه، لفت الى انها تتعلق بالدين وفي بعض الاوقات كانت سياسية حول وضع العالم العربي.

وعن معرفته بمحمد ابراهيم اكد انه ابن عمه وكان محبوسا وعندما خرج اراد السفر الى الدانمارك فقصد تركيا ومن هناك اخذ جواز السفر خاصته وسافر وكان هو قد لاقاه الى تركيا ومن ثم بلّغ السلطات الدانماركية بفقدان جواز سفره فتمكن من الحصول على بدل ضائع.

نحن خلقنا بجو شعبي وقد مضى على وجودي في الدانمارك 4 سنوات، هذا ما قاله عربي عندما سأله العميد عن التزامه الديني، مؤكدا انه اصبح يقصد المسجد بمفرده وهو ليس ملتزماً دينيا ولم يتأثر باحد، وقصد سوريا لرؤية خالته التي تسكن في حلب، فوافق اباه لكن امه رفضت وعادت وقبلت بالامر.

وتابع عربي انه قصد تركيا حيث تعرف في احد جوامع انطاكيا على شخص يدعى ابو محمد الشقرا بعد ان سأل عن السبيل للوصول الى سوريا، وهو بقي بعد وصوله الى سوريا في منطقة «بينش» في ريف ادلب.

وعن لقب «ابو اسامة» لفت عربي الى ان هذا اللقب تناديه به عائلته ولقب آخر هو «ابو علي» منذ الصغر، فسأله العميد كيف يعرض حاله للخطر في سوريا وهو يعيش في الدانمارك، ليذهب فقط لزيارة خالته.

وسأله العميد عن الشخص الذي اوصله الى «احرار الشام» رد بان هناك منسق واسمه «ابو محمد الشقرا» وهو لا يعرف من المسؤول عن هذا اللواء وعن اعجابه بـ «النصرة» كما ذكر في التحقيقات، رد بانه قال ذلك خوفا من الضرب وانه ذكر اسم شخص اسمه «ابو مجاهد» وكان هدفه فقط الوصول الى منزل خالته.

اما بالنسبة لما سمعه اثناء وجوده هناك اكد انه كان يسمعهم يتكلمون عن عمليات استشهادية وهذه هي عقيدتهم ولا ذنب لي. وبسؤاله ان كان «ابو مجاهد» ظل مع «النصرة» ام انشق عنهم؟ فرد انه انتقل الى «داعش» وهنا قال له العميد وبحكم الولاء تبعته فنفى الامر مؤكدا ان هذا الامر كتبه المحققون. وقد حاول العميد ابراهيم الحصول من عربي على معلومات ان كان رآهم يذبحون الجنود وان كان تحمل هذا الامر، فرد انه لم يكن معهم وهو يقسم على انه لم ير احداً يذبح لكنه علم انه دائماً يذبحون الناس ومن يقاتلهم وانا لست على علاقة بهم ولا اعرف ان كانوا يحاكمون من يذبحون او لا.

اما عن سبب اسره من قبل «احرار الشام»، بعدما كان يقل مصاباً من مقاتلي «داعش» اكد ان «اللواء» اعتقد انني من التنظيم المذكور وهو اقل الجريح كونه يتنزه معهم وعن كيفية تحريره، اكد ان اباه هو اتى واصطحبه، فرد عليه العميد ان السبب يعود الى ان والده على علاقة جيدة بلواء احرار الشام، ولفت عربي الى ان والده اتى الى سوريا بجواز سفر مزور باسم قاسم خالد.

بالنسبة لعدد المعارك التي شارك فيها نفى مشاركته مؤكدا انه يحب لبنان لذا بعد عودته من سوريا بقي في طرابلس عند عائلة عمه كونه لم يحب المجتمع الغربي، وهو لم ينتسب الى اي تنظيم بل كان يسهر مع عدد من اصدقائه اثناء حراستهم للمحاور وعن تردده لجامع النور وجامع الرشيد في طرابلس اكد الامر لافتا الى ان الشيخ محمد ابراهيم المنتمي الى «حزب التحرير» كان يخطب في المسجد وهو كان يسمعهم يتحدثون عن اضطهاد اهل السنة. ونفى عربي ان يكون محمود رياض واحمد الملاح وعلاء الدين صالح وكفاح ابراهيم قد كفروا الجيش ودعوا الى ذبحه لانهم كفار.

وعن نظرته الى الاسلاميين الموقوفين في سجن روميه اكد ان البعض منهم مظلوم ولم يقترف اي شيء في لبنان، وختم عربي بانه يريد العودة الى الدانمارك لانهم سيهتمون به اكثر وهنا استمهلت النيابة العامة الممثلة بالقاضي فادي عقيقي للمرافعة وللتدقيق في الملف. لكن المحامي فواز زكريا ابدى استعداده للمرافعة لكن المحكمة استجابت لطلب النيابة وارجئت الجلسة الى 8/4/2015.

ـ احداث المدينة الرياضية ـ

اما احمد محمود السايس وكيله المحامي محمود دمج فقد اسند اليه انه في تاريخ 23/4/2014 في المدينة الرياضية اقدم على الانتماء الى تنظيم مسلح بهدف القيام باعمال ارهابية والنيل من سلطة الدولة وزعزعة السلم الاهلي باطلاق النار من اسلحة حربية غير مرخصة على الاشخاص ما ادى الى مقتل احد المواطنين واصابة آخرين بجروح وعلى احداث تخريب في الممتلكات والحاق الاضرار بها وعلى نقل معمل سلاح حربي دون ترخيص، وكان السايس استجوب في 22/12/2014 حيث اكد انه عندما سمع اطلاق نار قصد مستشفى المقاصد للمشاركة في عمل انساني وان كاميرات المراقبة تثبت ذلك وقد طلب المحامي من المحكمة تسطير كتاب للمستشفى لتثبيت وجود موكله في المستشفى لكن المحكمة ردت الطلب لعدم الجدوى وقد استمهل حينذاك المحامي دمج للمرافعة.

وفي الجلسة التي خصصت للمرافعة طلب القاضي عقيقي تطبيق فآل الاتهام في حين اكد وكيل السايس المحامي دمج ان هناك عدة اسئلة تطرح في هذا الملف منها هشاشة الاتهامات الموجهة الى موكله وافتقادها الى اي دليل يؤكدها، ومن خلال طرح عدة اسئلة يتبين ذلك وهي اولا هل وجد موكلي متلبسا بالجريمة، وهل ضبط معه اي نوع من الاسلحة تدل على ارتكابه الجرم المنسوب اليه، وهل يوجد في ملف القضية اي اقرار من المتهم او اعتراف عليه من اي شخص باقدامه على المشاركة بالافعال الجرمية المنسوبة اليه. وتابع دمج بما ان المتهم انكر كل ما اسند اليه من افعال جرمية وصرح في محضر استجوابه في 27/10/2014 انه بتاريخ وقوع الافعال المسندة اليه ارتكابها كان في طوارئ مستشفى المقاصد.

واضاف دمج بعد مراجعة ادارة المستشفى استحصلنا على نسخة من تسجيلات كاميرات المراقبة، لكنها رفضت طالبة احالة كتاب من المحكمة لتسليمنا الاشرطة لكن محكمتكم رفضت، وبما ان المتهم يؤكد تواجده في المستشفى بتاريخ حصول الافعال التخريبية لذا اطلب اعلان براءته من التهمة المنسوبة اليه.

وتابع دمج وربما ان موكلي نفى اي علاقة له باي تنظيم مسلح او ارهابي كما نفى ان يكون على علاقة او معرفة بالاشخاص الذين افتعلوا المشاكل ولفت دمج الى انه لا دليل مؤكداً او شبهة يقتضي اعلان براءة موكله من التهمة المنسوبة اليه لجهة المادة 335 عقوبات.

وبما انه لم يتم ضبط اي نوع من السلاح بحوزة المتهم وكذلك انكر كل ما نسب اليه لناحية جرائم المواد 335 و549/201 المنسوبة اليه.

وبما ان لا دليل مؤكداً وقطعياً على حمل السلاح او القيام باي عمل تخريبي او ارهابي وبما ان الاجتهاد استقر على اعتبار المتهم برىء في حال عدم توفر الدليل الحازم فان موكلي بالتالي يكون بريئاً من التهمة المنسوبة اليه نظرا للشك وعدم توفر الدليل وان الشك يفسر دائما لمصلحة المتهم.

لذا اطلب اعلان براءته من الجرائم المنسوبة اليه للشك ولانتفاء الدليل وقد برأت المحكمة السايس وقد مضى على توقيفه حوالى 4 اشهر.