اعتبر عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" ​راشد الفايد​ ان عملية شبعا تختلف عن حرب العام 2006 أنها عملية جرت في أرض مختلَف على هويّتها بسبب امتناع النظام السوري عن توثيق هويتها اللبنانية، وبالتالي اصبحت نقطة اشتباك مع الإحتلال الإسرائيلي بسبب عدم حسم مسألة تغطيتها بفعل القرار 1701 ، وبالتالي، يستطيع حزب الله انه قام بعملية هو مفوَّض بالقيام بها بسبب التفويض اللبناني له بمقاومة إسرائيل، والذي ينبغي ألا يتخطى الحدود اللبنانية لا إلى سوريا ولا إلى غيرها. وبالتالي، فإن هذه العملية أتاحت لحزب الله أن ينفّذ رداً على عملية القنيطرة، دون ان تكون له تداعيات لاحقة.

واعتبر الفايد في حديث الى "النهار" الكويتية ان هذه العملية هي نوع من الحوار بالنيران بين إيران وإسرائيل، خصوصاً بعد أن اكد حزب الله باستمرار أنه ينفّذ توجيهات إيرانية. وقد أكد على ذلك تهديد عبد اللهيان لإسرائيل بأن حزب الله سيرد على العملية، كما أن الرئيس السوري بشار الأسد تعاطى مع العملية وكأنها تخصّ حزب الله وحده، وقال في تصريح لصحافة أجنبية قبل يوميْن ان العملية تستهدف قيادياً في حزب الله، وكأن الامر لا يعنيه كنظام سوري، تحديداً عندما ذكّر بأن هذه الحدود كانت هادئة منذ العام 1974، اي منذ فك الارتباط. بهذا المعنى قال الأسد انه حريص على ابقاء الحدود آمنة، ولكنه يترك لحزب الله ان يتخذ القرار المناسب. وهذا ينسجم مع تعاطيه مع الدور الايراني في سورية والمنطقة. واكد الفايد ان الشعور العام لدى كل المواطنين كان شعوراً بالخوف والقلق من ان تجرّ هذه العملية رد فعل وحرب جديدة على اللبنانيين وهو شعور بديهي، اما الآن، فقد انتهى الخوف وما زال القلق من أن تلجأ اسرائيل الى عملية ما، وهو أمر غير مستبعد، لأن الحرب سجال. وقواعد السجال أصبحت محددة، فإسرائيل تضرب من يقترب من منطقة وقف اطلاق النار ، وحزب الله يعتبر ان مزارع شبعا لبنانية وانه مسؤول عن تحريرها.

واعتبر ان الحزب باختياره هذا المكان حمى نفسه من ردات فعل معترضة من الداخل اللبناني، ومن رد فعل دولي يحمله المسؤولية. ونفى الفايد الحديث عن تأثر الحوار الثنائي الدائر بين الحزب وتيار المستقبل بعملية شبعا، معتبراً ان ما جرى هو نتيجة وجود السلاح بيد حزب الله من جهة، وهو ينسجم مع الموقف القائل بدعم عملية تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة. وذكّر بأن هذا العنوان العريض يخفي ان مصير هذه الأراضي اللبنانية معلّق بالنظام السوري، الذي لم يستجب مع مطلب الامم المتحدة بتقديم الوثائق التي تثبت لبنانية هذه الاراضي، وبالتالي اعتبارها مشمولة بالقرار 1701، لكن النظام لن يسلّمها لكي تبقى هذه الاراضي موقع نزاع تبرر للمقاومة استمرار اعمالها، وتشكّل منفذاً لحزب الله كي لا يتهم بأنه يفرض السلاح على الداخل اللبناني ام يستخدم سلاحه لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.

وعن معارضة المستقبل وفريق 14 آذار مسألة تفرد الحزب بقرار السلم والحرب وانعكاس هذا الموقف على الحوار، أكّد الفايد أن جدوى الحوار تكمن في محاولة تحقيق دور للدولة في ظل سطوة السلاح القائم، بمعنى استعادة مؤسسات الدولة لدورها في الحياة اللبنانية اليومية، واعتبر أن هذا الدور لا يكتمل إلا بإسقاط السلاح من الحياة السياسية، ومع ذلك نحاول لأن البديل من ذلك هو تفشي ظاهرة التمرّد على السلطة.