لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خلال القائه خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين(ع) في برج البراجنة الى انه "يتثبت يوماً بعد يوم أننا في بلد الإملاءات وغياب الإرادة الوطنية الجامعة، وأننا نعيش وسط صراعات وتجاذبات إقليمية ودولية قد لا يكون لنا فيها ناقة ولا جمل، ولكن للأسف الشديد نتفاعل معها وننقسم حيالها إلى درجة أننا في كثير من الحالات ننسى أننا في وطن، وأننا مسؤولون عنه وعن مصيره، وأن الواجب يفرض علينا أن ننكب جميعاً على كيفية تخليصه وإنقاذه بما يضمن وحدته ودوره الذي يجب أن يكون مميزاً وفاعلاً على الساحتين الدولية والإقليمية، وقادراً على التأثير الإيجابي والرسالي لجهة تعايش الحضارات وتفاعل الثقافات وتشارك الديانات في عملية الارتقاء بالبشرية إلى مرتبة الأنسنة الخلاّقة والمبدعة".

واكد قبلان أن "هذا ما هو المطلوب منا، نحن اللبنانيين، وهذا ما ينبغي على القيادات السياسية والحزبية والنقابية والثقافية عمله لتوطيد وتكريس مسار ومفهوم لا يتأثر بإملاء من هنا، أو إملاء من هناك، بل يبقى منوال عيش ومنهج حياة يعرض نموذجاً من التآلف والتآخي، ويعاكس بشدة منطق الترهيب والتكفير والفتك بالنفس التي حرّم الله".

وأشار الى أن "ما نعيشه مخيف ومرعب، وما يجري من حولنا، لا سيما في العراق وسوريا ومصر وليبيا يكشف مدى التخلف وفظاعة الانحدار الأخلاقي والديني والإيماني والحضاري الذي أصاب مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وبخاصة نحن في لبنان، حينما سلمنا أمرنا لغيرنا وأصبحنا على لائحة الانتظار".