وفي جلسته السابعة دخل حوار عين التينة في الملف الرئاسي. وهو أمر معاكس لكل امنيات البعض المقللة من اهمية هذا الحوار وجديته. هذا البعض ليس الا جزءًا من تيار المستقبل وفريق 14 آذار المسيحي من الدكتور سمير جعجع المرشح رسمياً والرئيس امين الجميل المرشح ضمنياً وصولاً الى المرشح الطامح الوزير بطرس حرب والمرشح المضمر النائب روبير غانم. الجزء المتضرر من الحوار داخل تيار المستقبل هو فريق الرئيس فؤاد السنيورة والوزير اشرف ريفي والنائب احمد فتفت ويبرر الرئيس سعد الحريري ومدير مكتبه نادر الحريري تباين فريق السنيورة مع رغبتهما بإتمام الحوار بأنه "إختلاف سياسي وصحي داخل البيت الواحد" وليس توزيع ادوار لافشال الحوار او التوقف عن جلساته. بينما يعتقد حزب الله ان التصريحات المشوشة على هذا الحوار تعكس ازمة تنظيمية داخل المستقبل لكنها لم تخرج حتى الآن لنسف كل جهود التقارب بين الفريقين.

وكان الرئيس نبيه بري مهد قبيل انعقاد الجلسة السادسة بين الطرفين برعايته ممثلاً بحضور معاونه الوزير علي حسن خليل بأن النقاش سيطال الملف الرئاسي كما ذهب الرئيس بري بعيداً في الجزم ان لفرط جدية هذا الحوار فإن لا ملف لبنانياً اذا اتفق عليه الطرفان مستبعد عن النقاش بما فيه الاستحقاق الرئاسي. واستكمل الرئيس بري تفاؤله الرئاسي بتصريحاته منذ يومين التي المح فيها الى بروز "معطيات ما" في جعبته يمكن ان تبشر بإيجابيات رئاسية في مطلع نيسان المقبل. ووفق مطلعين على أبعاد تفاؤل بري انه رسالة تطمين وزرع بذور تفاؤل مع اقتراب إنجاز الاتفاق النووي الايراني ودول الخمسة زائد واحد.

وتشير مصادر مطلعة على مداولات الجلسة السابعة من حوار حزب الله- المستقبل الى ان الاستحقاق الرئاسي حضر من ثلاث زوايا : الاولى تأكيد الطرفين ضرورة إجراء الاستحقاق الرئاسي في اسرع وقت ممكن وان لا عوائق داخلية امام إتمامه لا سيما ان مضار تأجيله وتعطيله باتت كبيرة وغير محتملة. فالبلاد شبه مشلولة لا تشريع ولا من يحزنون. الحكومة مفرملة منذ اسبوعين بسبب غياب رئيس الجمهورية ورغبة الفريق المسيحي بعدم تكريس اعراف جديدة قد تقضم في مرحلة لاحقة ما تبقى من صلاحيات الرئاسة الاولى. ووفق المصادر عكس الطرفان ايضاً وجوب الحفاظ على الخصوصية المسيحية في شخصية الرئيس واختياره من دون استبعاد البعد الوطني في الاستحقاق بطبيعة الحال. وتكريس هذه الخصوصية يكون في مواصفات الرئيس ومعايير اختياره فلا يمكن القفز وراء حجم الرئيس التمثيلي في شارعه المسيحي الماروني اولاً والوطني ثانياً.

والزاوية الثالثة التي قارب من خلالها الطرفان الملف الرئاسي كانت عدم الدخول في الاسماء او في المرشحين وهو امر التزام به الطرفان منذ بداية الحوار وهو ربما يعكس ضمنياً اقتناع الفريقين ان الاسماء المرشحة اليوم لن تكون هي صاحبة الحظوظ الحقيقية غداً.

الازمة الحكومية فرضت نفسها بنداً هاماً على المداولات إذ غاص الجانبان ملياً في ضرورة تفعيل الحكومة وعملها واستئناف جلساتها أواخر الاسبوع الجاري او مطلع الاسبوع المقبل مع الحفاظ على الآلية الحكومية التي كانت سائدة منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان.

وترددت معلومات رشحت عن الاتصالات التي يجريها رئيس الحكومة تمام سلام ان لا تغيير في آلية الحكومة مع فارق بسيط في آلية اعتراض الوزراء. اذ ينص الاتفاق الجديد بين اطراف الحكومة على استبعاد النزعة الفردية للوزراء للتعطيل لحسابات معينة او شخصية او سياسية او مناطقية فلا يؤخذ باعتراض اي وزير من اي فريق كان اذا تبين للحاضرين ان خلفية الاعتراض شخصية وهي بالتالي لا تعبر عن رأي وقرار الفريق الذي يمثله فيصار الى اعتماد الرأي المرجح داخل كتلته اي رأي الوزراء الآخرين في فريقه السياسي.

الارهاب والاستراتيجية الوطنية لمكافحته واستكمال مظاهر ازالة التشنجات وضبط الخطاب السياسي والاعلامي المتشنج حضرت على طاولة النقاش من باب استكمال ما اتفق عليه.