اشارت "الاخبار" الى ان حزب الله يمثّل، بالنسبة إلى المعنيين الغربيين، محور اهتمام ومتابعة بما يتعدى دوره المحلي، بعدما أصبح لاعباً أساسياً على الساحة الإقليمية على أكثر من خط. يتحدثون اليوم في دوائر القرار والدبلوماسية الغربية، بحسب مصدر لبناني مطلع، عن حزب الله في سوريا ومشاركته في الصراع فيها، ودوره في تقديم مساهمة فاعلة في العراق، وعن حزب الله وإسرائيل، وعن حزب الله والبحرين، وحتى عن حزب الله وبلغاريا. يكثر الكلام عن دور حزب الله في الصراعات والحروب الدائرة، وخصوصاً في المحاور الأساسية التي أصبحت تمثل مركز ثقل ومتابعة دولية كالعراق وسوريا، ولا سيما بعد معركة الجنوب السوري، بما يفرض حكماً الكلام مستقبلاً عن دوره في مراحل التسويات المحتملة.

يشكل حزب الله، بهذا المعنى، وجهاً من وجوه المشهد الجديد في الشرق الأوسط، بين محورين يرتسمان تدريجاً في ضوء المتغيرات التي تشهدها المنطقة: خط إيراني لحزب الله دور فاعل فيه، بدعم روسي خلفي يمدّ استراتيجيته من العراق إلى سوريا ولبنان، وخط سعودي (خليجي) أردني ــــ تركي يحاول مجدداً نسج تحالف عملي بعد تولي التركيبة السعودية الثلاثية مقاليد الحكم في الرياض بعد وفاة الملك عبد الله.

ولفتت الى ان لبنان لا يحضر فعلياً على الخريطة الدولية، ما عدا التقاطع الذي يمثله حزب الله بين محورين: الأول يرى فيه خطراً يوازي خطر "داعش"، والثاني يعتمد عليه في رسم خط استراتيجي تصاعدي من العراق إلى المتوسط. ومع اقتراب موعد الاتفاق الإيراني ــــ الأميركي، رغم اللهجة الإسرائيلية العالية التي عبّر عنها أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الكونغرس الأميركي والاعتراضات العربية، ينتظر أن تتضح أكثر فأكثر حدة الاختلاف بين المحورين، وترجمته إقليمياً. علماً بأن الطرفين يحيّدان لبنان حتى الآن عن صدامهما.