اعتبر عضو "​كتلة المستقبل​" النائب ​جان أوغاسابيان​ أنّ الوضع الحكومي بقي على ما هو عليه أي أن القديم ظل على قدمه نظرًا الى أنّ الوضع العام في البلد استثنائي وهناك قرار من قبل الفرقاء كافة بحماية هذه الحكومة وبقائها طالما نحن عاجزون عن انتخاب رئيس للجمهورية.

واستهجن أوغاسابيان في حديث لـ"النشرة" الطروحات التي تسمى بآليات عمل لا تمت للدستور بصلة، مشددا على أن أي بحث خارج اطار المادة 65 من الدستور هو غير دستوري ويعرض النصوص القانونية للخطر تماما كما البلاد ككل. وتساءل: "ما الذي يمنع، حتى ولو انتخبنا رئيس للجمهورية، من أن يخرج أحد الفرقاء لابتداع آلية جديدة لعمل الحكومة او التمسك بالآلية الحالية التي تقول بالتوافق؟"

سلام حريص على ديمومة الحكومة

ورأى أوغاسابيان أن الدستور واضح حين يتعلق الأمر بكيفية اتخاذ القرارات لجهة وجوب تأمين النصف زائدا واحدا أو الثلثين حسب أهمية المراسيم، أما تلك التي تتطلب توقيع رئيس الجمهورية فيجب تحقيق الاجماع حولها.

وأوضح أوغاسابيان أن تمسك الجميع بالحكومة ينطلق من ادراكهم لخطورة الانزلاق الى فراغ حكومي في ظل الفراغ الرئاسي ومجلس النواب المعطّل، وقال: "أي اهتزازة حكومية تضعنا باطار مخاطر دستورية كما تعرّض الاستقرار السياسي للاهتزاز كما الاستقرار الامني والاقتصادي والمالي".

ولفت أوغاسابيان الى حرص رئيس الحكومة الكبير على ديمومة الحكومة واستمراريتها من خلال ابعاد المسائل الخلافية ووضعها على حدة، ما ينعكس تلقائيا سلبا على أداء مجلس الوزراء وعلى مصالح الناس والوضع بشكل عام.

لبنان ليس على أجندات الخارج

وأشار أوغاسابيان الى ان كل المعطيات الحالية تؤكد ان الخارج غير مهتم بالوضع اللبناني ومنشغل بملفات أكبر وقد برهن ذلك طوال المرحلة الماضية، معتبرًا ان بعض من كان يعوّل على تدخل أميركي او سعودي أو ايراني خاب ظنه. ولفت إلى أنّ "لبنان ليس على أجندات الخارج المزدحمة ولا أحد متفرغ لعقد اتفاق جديد على غرار الطائف او الدوحة".

ورجّح أوغاسابيان أن يبقى الوضع اللبناني مفتوحا ومعلقا، وهو ما يسعى اليه عدد من فرقاء الداخل الذين يصرون على ابقائه على ما هو عليه خاصة لجهة التهديد بأكثر من سيناريو. وأضاف: "الثنائي السني الشيعي غير قادر على انجاز انتخاب رئيس للجمهورية باعتبار ان الكلمة الاساس في هذا الاستحقاق هي للمكون المسيحي".

الحل مسيحي مسيحي

وشدّد أوغاسابيان على أنّ الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" قد يكون عاملا مساعدا، الا أنه رأى أنّ "الحل يجب ان يكون من خلال تفاهم مسيحي – مسيحي على انتخاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد عون رئيسا باعتباره يمثل نصف المسيحيين بعد أن ينجح باقناع الفريق المسيحي الآخر بانتخابه، أو أن يتم التوافق على رئيس آخر خارج اطار الاقطاب الموارنة يدعمه هؤلاء".

وشدّد أوغاسابيان على ان "الرئيس القوي هو الذي يدعمه الأقطاب فيصبح قويا بهم، أما الرئيس الذي يمتلك قاعدة شعبية تمثل نصف المسيحيين ولا يحظى برضى النصف الآخر منهم فسيتحول تلقائيا رئيسا ضعيفا ويفتح الباب على صراع مسيحي – مسيحي لن نكون قادرين على تحمل نتائجه".