حذر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خلال خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، "من دقة وصعوبة المرحلة، وما قد تستبطنه من تحولات وتداعيات، لها انعكاسات دراماتيكية على المنطقة وشعوبها، وندعو إلى تكاتف الجميع وتجاوز كل الخلافات العربية - العربية والإسلامية - الإسلامية، والوقوف جبهة واحدة في وجه هذا المخطط الجهنمي والتدميري، ووقف كل هذه الخطابات اللامسؤولة، والتحريضات والاتهامات غير المبررة التي تشتت شمل الأمة وتفرقها أحلافا ومحاور تتناحر في ما بينها، فيما المطلوب هو وحدة الصف العربي والإسلامي لمواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت ورسم الخرائط الجديدة".

وطالب قبلان "القيادات السياسية والروحية اللبنانية بوضع الحدود لكل هذه المهازل السياسية، ولكل هذه الرهانات والارتهانات التي لا نجد فيها مصلحة لأي فريق، بل الخاسر الأكبر فيها هم اللبنانيون مسلمون ومسيحيون، معارضون وموالون، نعم الكل خاسر أمام هذا التحدي الإرهابي والتكفيري، الكل خاسر إذا لم تتوحد الجهود، وتتشابك الأيدي لإنقاذ هذا البلد، الذي لن يهدأ ولن يستقر ولن يعرف شعبه الأمن والأمان والاطمئنان، ما لم يحصل التوافق والتفاهم بين الجميع، وما لم تسرع الحوارات الجارية، وتتوج بالتوصل إلى مخارج عملية ووطنية تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون بحجم الوطن، ويعيد الانتظام العام إلى المؤسسات والإدارات، ويؤسس لقيام دولة تؤمن للناس حياة كريمة تجعلهم يتلمسون أنهم فعلا في دولة تحترم مواطنيها، وتعمل على خدمتهم، وتحسين ظروفهم الحياتية والمعيشية، وتجهد في مكافحة الفساد والمفسدين والمتاجرين والمتلاعبين بقوتهم، والمتسلطين على أرزاقهم، عبر صفقات النهب والهدر وسلب أبسط الحقوق".

اضاف:"إننا نريد دولة قوية وسلطة سياسية تستحق أن تكون في موقع المسؤولية، وحريصة على الأمانة الوطنية، التي تتجسد بوحدة لبنان أرضا وشعبا، وبقوة جيشه الذي يجب أن ترصد له كل الامكانيات، ويمد بكافة التقديمات والتعزيزات التي تمكنه من تأدية دوره وتحمل مسؤولياته الوطنية في الدفاع عن الوطن وحفظ أمن اللبنانيين، كما نريد من هذه الحكومة أن تكون على قدر هذه المرحلة، وأن تمارس دورها الوطني الذي نص عليه الدستور بكل شفافية وصدق وتوافق، بعيدا عن المشاكسات وتعاكس الغايات والمصالح، وألا تتراخى أو تتهاون، لاسيما في هذه المرحلة حيث المحارق والمخاطر كثيرة من حولنا، والواجب يفرض علينا أن نكون جميعا صفا واحدا وبعقيدة وطنية واحدة لا بعقيدة المراهنين والمسمرين، كي نحفظ بلدنا ونكرسه رسالة تعايش وتفاعل أديان وتكامل ثقافات وحضارات".