اعتبر عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نعمة الله ابي نصر ان المستجدات اليمنية أثّرت سلبا على الوضع الداخلي اللبناني ودفعت باتجاه مزيد من المراوحة بملف رئاسة الجمهورية، لافتا الى أن انقسام الكتل النيابية بين الانتماء للمحورين الايراني والسعودي ينعكس تلقائيا سلبا علينا خصوصًا وأن النزاع اليمني هو بالظاهر سعودي – يمني لكنّه في الباطن ايراني – سعودي.

واشار أبي نصر، في حديث لـ"النشرة"، الى أن التداعيات السياسية السلبية للملف اليمني تجلت بالانقسامات داخل الحكومة اللبنانية التي يحاول رئيسها تمام سلام بكل ما أوتي من براعة سياسية استيعابها. وقال: "نحن نتكل على حكمة المسؤولين اللبنانيين لعدم جر البلاد نحو أتون صراعات المنطقة الملتهبة"، معربا عن أمله في ان يأخذوا العبر من أحداث الماضي ويتذكروا بأن الأمور لا تحل لا بالشارع ولا بالسلاح.

الحكومة قادرة على اتمام كل التعيينات

ودعا أبي نصر لحوار لبناني – لبناني صريح ومسؤول ينطلق من المصلحة اللبنانية قبل أي مصلحة اخرى وصولا لوحدة وطنية شاملة تكون الدرع الحامي للبنان من المخاطر التي تنتظره من "داعش" وغيره.

وفي سياق منفصل، رأى أبي نصر ان تعيين أمين عام جديد لمجلس الوزراء يؤكد أن هذه الحكومة قادرة على اتمام كل التعيينات سواء أكانت بالحقلين الامني أو المدني، لافتا الى ان الحكومة الحالية ليست حكومة تصريف اعمال بل حكومة كاملة الصلاحيات بالرغم من أنّها تحكم بغياب رئيس الجمهورية.

وقال: "ما نامله ونسعى اليه هو تطبيق القانون واتمام التعيينات، أما في حال تقرر التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي لأسباب أو لأخرى، عندها سيكون لكل حادث حديث".

لا مكان للتعصب الديني في لبنان

وأعرب أبي نصر عن اسفه للأخبار الواردة من سوريا وإدلب عن اختطاف أحد الكهنة ومعاملة المسيحيين كأهل ذمة، مستهجنا سيادة المنطق الطائفي – التعصبي – المتطرف في سوريا وغيرها من الدول الاسلامية. ورأى أبي نصر ان ذلك "معيب ويضر بالاسلام مع العلم بأن هذه الفئات المتطرفة التي تفرض تطبيق هذا المنطق لا تعبّر عن أي دين".

وذكّر ابي نصر بأن فلسطين باتت شبه خالية من المسيحيين تماما كالعراق، فيما يتعرض المسيحيون للاضطهاد في مصر ونأمل أن يتم وضع حد لذلك في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

أما في لبنان، فرأى أبي نصر أنّ الوضع مختلف تماما فالمسلم اللبناني هو مختلف عن مسلمي العالم كما المسيحي في لبنان هو فريد من نوعه، "باعتبار ان الطرفين اعتبرا من تجارب الماضي وبالتالي لا خوف من أن يكون هناك أحداث امنية في لبنان انطلاقا من تعصب ديني".