أشار العلامة السيد علي فضل الله خلال رعايته افتتاح معرض الكتاب السنوي الـ13 الذي نظمته جمعية المبرات الخيرية - مدرسة عيسى بن مريم ومبرة النبي ابراهيم في الخيام، الى اننا "نبني انفسنا كما ينبغي على اساس ان مد جسور التواصل مع الفكر الآخر ونغنيه بما عندنا وتأكيد القواسم المشتركة التي تحكم كل القراءات والحضارات والاديان"، لافتاً الى اننا "نعيش في واقع نحتاج فيه الى ان نستمع الى الآخر والاصغاء له وقراءته. الانفتاح الذي يجب ان يكون سمة واقعنا ومجتمعنا وامتنا في مقابل كل العقل الانزلاقي والمتعصب. لا نؤمن بالانسان الذي يجعل حواجز بينه وبين الآخرين او يخاف من الرأي الآخر، لأن الضعيف في حجته ومنطقه وفكره لا يقرأ ويتعرف الى الآخر او يتواصل معه. نحن بحاجة الى تعميق الروح في واقعنا على مستوى العمل الاجتماعي والثقافي والتربوي. نحتاج في واقع يراد فيه ان ننقسم فكريا وثقافيا واجتماعيا وعشائريا وعائليا، يراد لها ان نكون سمة الواقع الذي نعيشه".

وأضاف: "لا نستطيع ان نبني في هذه المنطقة من العالم اي في الشرق مجتمعا لا يتعايش مع بعضه، يراد منه انشاء كانتونات فكرية وثقافية واجتماعية وسياسية، في واقعنا اذا جاء الوقت لإنشائها لتقسيم المنطقة تكون النفوس جاهزة. نعتبر ان قيمة لبنان بهذا التنوّع الذي يعيشه. كلبنانيين مدعوون لتقديم هذا النموذج في قدرة الاديان والثقافات والمواقع السياسية ان تتعايش، ليس لأن هناك قرارا سياسيا، ولكن لأن هناك ارادة لدى اللبنانيين وقرارا من داخل نفوسنا اننا نريد تقديم نموذج مقابل لكل النماذج الأخرى التي تريد اغلاق الباب على الآخرين. نحن بحاجة الى تقديم لبنان هذا النموذج كما قدمنا نموذجا في المقاومة ووحدتنا، نؤكد على قيمة الثقافة المنفتحة ونعمق كل ما يمكن ان يؤكد على لغة التلاقي والتواصل بيننا".