لفت رئيس الحكومة ​تمام سلام​ خلال انعقاد المؤتمر التربوي اللبناني "كلنا للعلم" في فندق فينيسيا الى انه "في قلب الصخب الهائل المحيط بنا والاستحقاقات الداهمة على كل المستويات والكلام المتطاير على كل الاتجاهات ذهب وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب الى صلب الموضوع ليطرح الموضوع البالغ الاهمية موضوع التعليم في بلدنا، وقد يعتقد البعض ان مؤتمر التعليم الوطني في هذا الوقت غير ملائم، لكننا نعتبر ان الجواب الملائم للاسئلة حول القطاع التربوي هو جواب امني وسياسي واقتصادي لانه يتعلق بالجيل الجالس على مقاعد الدراسة اليوم وسيجل غدا على كراسي السياسي ما لانه يتعلق بالمستقبل السياسي لوطننا".

وأوضح سلام ان "حكايتنا مع التعليم لم تبدأ في الامس القريب، بدأت في القرن التاسع عشر، صنعنا نحن اللبنانيين وصنعت البعثات الاجنبية بعثات اجنبية رائدة جعلت لبنان نقطة رائدة في محيطه، وساهمت هذه المؤسسات في صناعة عصر لبنان الذهبي في ستينات وسبعينات العصر الماضي، وقد تمكنت هذه المؤسسات الصمود في الحرب، لكننا نعرف جميعا ان الضرر الاكبر وقع على التعليم الرسمي الذي يعاني، والقطاع الرسمي للتعليم بحاجة الى استراتيجية واضحة ليصبح قادرا على تلبية متطلبات العصر"، مؤكداً ان "الحكومة جاهزة للدخول في ورشة نقاش لتطوير النظام التربوي وفق دراسة تشعها وزارة التربية، والمدرسة الرسمية هي هيكل العماد اللبناني، وهي المكان الوحيد الذي يلتقي فيه الكل بالكل".

وشدد على ضرورة "إيلاء اهتمام خاص بمسألتين اساسيتين، الاولى تتعلق بمنهج التربية المدنية التي تعيد طلابنا الى رحاب الوطن الواحد والتي تعيد الولاء للبنان بعيدا عن الولاءات الحزبية وغيرها، والثانية تتعلق بالتعليم الديني الذي يتعين الحرص على مبدئه السامي"، لافتاً الى ان "هذا الملف الدقيق يتطلب المتابعة الحثيثة على ان يكون ذلك بالتعاون بين المؤسسات الدينية ووزارة التربية".

وأشار سلام الى ان "نشر مفاهيم المواطنة والاعتدال التي ندعو اليها لا تنجح ولا تستقيم طالما بقي التوتر والانفعال يحتل الجو العام، ونحن نعرف جميعا ان الخلافات بين القوى السياسية اللبنانية حول ما يجري في المنطقة كبيرة، ونعرف ان الرؤى حول دور لبنان متعارضة، ونعرف ان وجهة النظر حول طريقة ادارة البلاد متفاوتة، لكننا جميعا يجب ان نعرف ان جميع القوى السياسية غير قادرة على تغيير قيد أنملة من مجريات الاحداث في المنطقة، وان اي جانب لن يتمكن من فرض الشؤون الداخلية بالفرض والقوة بعيدا عن التوافق".

واكد على وجوب "النزول من منابر الكلام العالي والتوجه الى تعزيز مساحات الحوار، حيث نجحت حكومة المصلحة الوطنية حتى الان وبإرادة الافرقاء السياسيين بتأمين الحصانة السياسية للبلاد، ونحن نحث على تعزيز هذا المنحى لتسيير شؤون اللبنانيين"، مشيراً الى ان "لبنان كل ما نملك وتعريضه للمخاطر جريمة لا تغتفر، واجدد الدعوة لانتخاب الرئيس لاعادة التوازن الى المؤسسات الدستورية".