جدد النائب خالد ضاهر خلال مؤتمر صحفي في منزله في طرابلس، الالتزام بأننا مع السعودية، ليس بالكلام فقط، إنما بالفعل والالتزام والاستعداد للتضحية بالأرواح، وبكل ما نملك حفاظا على كرامتنا وعقيدتنا ووجودنا، أمام هجمة شرسة لا تقل عن الهجمة الصهيونية الإسرائيلية على أمتنا، بل هي أخطر منها. وهي تحتل أرضا عربية بمساحة 325 ألف كلم مربع في الأهواز وعربستان وفي الجزر الإماراتية. وها هي ميليشيات الحرس الثوري تملأ أرض العراق الطاهرة، وأرض سوريا وفي اليمن، وأطماعهم لا تخفى على أحد، وهذا سيكون مؤتمرا صحفيا لنا حول الأطماع التاريخية والأحقاد الفارسية على أمتنا ودورهم السيئ في تاريخ هذه الأمة بالوقوف مع أعدائها دائما.

ثم تناول موضوع الإبادة الأرمنية، فقال: "هناك موقف مبدئي. فنحن نرفض الإساءة إلى الإنسان، ونرفض الإجرام، ونرفض القتل، ونرفض المجازر، ونرفض الاعتداء على إنسانية الإنسان، وهذا مبدأ إلهي مذكور في القرآن الكريم، بحرمة النفس وبحقوق الإنسان وبكرامته"، مستدركا "لكن القضية في لبنان، تأخذ أبعادا سياسية خطيرة تسيئ إلى أمن المجتمع اللبناني واستقراره، وإلى لحمة المجتمع اللبناني". أضاف "على الأرمن أيضا أن يحترموا شعورنا. فنحن لنا تاريخ مع العثمانيين، وعائلاتنا أخوالهم وأعمامهم في تركيا وكردستان وفي القوقاز. منهم من تهجر ايضا. وليعلم الجميع أن أربعة ملايين من العثمانيين تهجروا من بلاد القوقاز على يد روسيا". وتابع "أنا جدي سليمان الشريف ضاهر، وشقيق جدي الأكبر استشهد مع العثمانيين في الدفاع عن بلادنا في معركة شاناكليه، ونحن لا نقبل الاساءة إلينا. نحترم الجميع، وعلى الجميع أن يحترمنا، وإلا يصح في الأرمن المثل الشعبي: تجلسون في حضننا وتنتفون في ذقننا".

وقال: "أكثر من ذلك، أنتم الأرمن في عنجر، تقيمون على أرض الأوقاف الاسلامية وهي بملايين الأمتار، ومع ذلك نسكت، ونقول إن هناك قضاء، وهناك دولة. أما التحدي لنا فهو تحد لوجودنا وليس للأتراك، ولذلك رأيتم ردة الفعل أن أعلام تركيا تنتشر في كل البيوت، رفضا لهذه الممارسة الطائفية السياسية والمدفوعة خارجيا ضد تركيا. نحن مع تركيا الحديثة، مع رجب طيب اردوغان، ومع الحريات ومع العلاقات العربية التركية، ومع التعاون الدولي، ومع التنمية، وكفانا أحقادا".

ولفت الى ان "الوزير السابق ميشال سماحة دخل إلى المحكمة العسكرية، دخول المنتصرين بكامل أناقته، وقد تكلم سماحة وكأنه المظلوم، وأنه غرر به كفتاة لم تبلغ بعد". اضاف "بعد دقائق وبعد الانتهاء من استجوابه دخل المعتقلون السنة، وهم حفاة وعراة، وعليهم آثار الضرب وآثار الشحوار، والحراس يمسكون برؤوسهم، لتكون قرب أقدامهم"، سائلا "لماذا هذا الأمر؟ هل ميشال سماحة إرهابي بسمنة، وإرهابي راق؟ ولماذا يعامل هؤلاء المعتقلون السنة، ولم يأتوا بمتفجرات، ولم يرتكبوا جرائم؟".

وتابع "أنا مع محاسبة كل من يرتكب جريمة، إن كان مسلما، أو غير مسلم. وهؤلاء المعتقلون وعددهم قرابة الألف شاب من المسلمين السنة لماذا يعتقلون؟ لأنهم رفضوا إغتيال الزعيم رفيق الحريري، ولأنهم رفضوا إحتلال بيروت، ولأنهم وقفوا بسلاحهم الفردي وبصدورهم العارية، في وجه المشروع الفارسي في لبنان، فأجهضوا محاولة السيطرة على لبنان، ومنعوا سيطرة عصابات بشار الأسد في طرابلس على طرابلس، وجولات سيطرة ميليشيات حزب إيران على لبنان".

وتوجه إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق بالقول: "هؤلاء يا معالي وزير الداخلية (يللي تمرجلتم عليهم في السجن هم ضعفاء وأمانة بايديكم) فهناك أكثر من سبعين منهم، أصيبوا بجروح وبكدمات، وقد ضربتم كل السجناء حتى الذين لم يخرجوا من زنزاناتهم. لولا هؤلاء ولولا بطولاتهم عندما دافعوا عن طرابلس الوطنية وحتى لا يسقط لبنان بيد المشروع الفارسي، وهذا الكلام أقوله للبنانيين جميعا، لولا هؤلاء، لما كنت الآن يا معالي الوزير وزيرا، فلماذا ضرب المشايخ وهم في زنزاناتهم المقفلة ولم يخرجوا منها، في حين أن العديد من المطلوبين ظهروا في مهرجان حزب الله وكانوا يجلسون في الصف الأول، وهم من الذي هددوا أهل بيروت، ألم تروهم؟ أو كما يقول المثل أسد علي وفي الحروب نعامة؟ وأسأل بالمقابل كم من معتقل في تفجيري التقوى والسلام؟ والذي قام بالتفجير معروف وهو يوسف دياب وقوى الأمن لم تدخل إلى منزله، في حين تعتقلون حتى نساء بعض المطلوبين المظلومين في صيدا يا دولة الرئيس السنيورة، زوجة أحد المشايخ إعتقلت من قبل الأجهزة الأمنية لأن زوجها مطلوب، هل تقبلون بذلك؟ وهذا برسم رجال السنة الدينيين والمفتين والقيادات السياسية، فهؤلاء الذين دافعوا عن دم الرئيس رفيق الحريري وواجهوا 7 أيار وإعتداءات وممارسات بشار المجرم وحزب إيران تعتقلونهم وتزجون بهم في السجون".

وتابع متوجها إلى وزير الداخلية: "منذ يومين حدثني أحد المقربين منك ونقل إلي كلمتين فهمت منهما رسالة، وإذا كانت رسالة تهديد فقد وصلت، وحذار اللعب بالنار والإعتداء على كرامتنا، ويكفي إلى هذا الحد ويكفي إعتداء على أهل السنة ولن تبيضوا الصفحة، لا مفتي إذا دافع عن وزير الداخلية وعن هذه الممارسات ولا جمعيات وهمية تدافع عن الممارسات، عيب أن تؤذوا أهل السنة، عاملوهم كما تمت معاملة العملاء من قبل إسرائيل وكما عومل تجار المخدرات أو كما عومل من أطلق النار على طوافة الجيش اللبناني وقتل الضابط سامر حنا في الجيش، تبررون بأنكم لا تستطيعون مواجهة حزب الله وسلاحه، طيب لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولكن لماذا تريدون مساعدة حزب إيران وأن تؤذوا شبابنا الذين سمحتم للمخابرات باللعب بهم؟ لقد تصدينا بدمنا وبصدورنا مع النائب أبو العبد كبارة والنائب معين المرعبي ومع المشايخ ومع الفاعليات في طرابلس، لكي لا نسمح للمؤامرة أن تحصل، وأن تذبح المدينة وشبابها وأن يذبح الجيش اللبناني، وحتى الآن لا تزال طرابلس تدفع ثمن خيارها السياسي بإنتصارها لدم الرئيس الشهيد الزعيم والوطني الكبير رفيق الحريري، ولأن عمر بكري عندما مدح الأمين العام لحزب الله طلعوه بريئا، وعندما هاجم الحزب زجوا به في السجن وحكموه ثلاث سنوات بالرغم من أنه قانونيا ليس عليه أي شيء، لديه أفكار لا نؤيده فيها ولكن نسأل لماذا هو في السجن؟ أولادنا في السجون يضربون ولا يسمح للمنظمات الإنسانية بتفقد أوضاعهم، هذا ليس سجنا، هذا معتقل، وهذا غوانتنامو لبنان حيث تنتهك كرامة الإنسان وحريته وحقوقه على يد من كان يفترض به أن يحمينا".

اضاف بعد هذا المؤتمر الصحافي اليوم أدعوه للإستقالة، وتابع "سأكتفي بإعطاء وزير الداخلية فرصة إضافية، فأنا أريد أن أصلح لا أن أخرب".