لفت الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى ان "في موضوع القلمون السوري، قلت سابقا ان هناك استحقاقا سيواجه اللبنانيين بعد ذوبان الثلج، وأي انتصار في أي جبهة من الجبهات سيترك تداعيات إيجابية على كل الجبهات الأخرى، ونحن كنا على اطلاع على نوايا الجماعات المسلحة التي كانت تحضر لاعتداءات بعد ذوبان الثلج".

وفي كلمة متلفزة، اشار السيد نصرالله الى ان "نواياهم كانت واضحة لنا من زمن ذوبان الثلج، ونحن لا نتحدث عن تهديد مفترض إنما نتحدث عن عدوان فعلي ومحقق وقائم في كل ساعة من خلال احتلال اراض لبنانية واسعة من قبل الجماعات المسلحة والاعتداء على الجيش اللبناني المستمر والاعتداء على المواطنين في عرسال واستمرار احتجاز الجنود اللبنانيين وتقصف المنطقة وهذه المسائل بحاجة إلى حل جذري".

ولفت السيد نصرالله الى ان "الدولة غير قادرة على معالجة عدوان المسلحين في القلمون ولو كانت قادرة لفعلت ولو كانت قادرة ولم تفعل فهي مقصرة ويجب مساءلتها، ولو قامت الدولة بمسؤولياتها كلنا سنكون معها إلى جانبها لكن كي لا ننتظر سراب من الواضح ان الدولة غير قادرة على المعالجة".

واكد السيد نصرالله انه "لم يصدر أي موقف رسمي من "حزب الله" يتحدث عن معركة القلمون"، مشيرا الى ان "هناك تحضيرات ومؤشرات تبني الناس عليها لكن من جهتنا لم نعلن شيئا"، موضحا ان "نذهب لعلاج ما أمر محسوم لكن الزمان والمكان لم يتم الاعلان عنهما بعد"، لافتا الى "اننا لن نصدر بيانا رسميا والعملية عندما تبدأ ستتكلم عن نفسها وستفرض نفسها الى الاعلام ومكانها وزمنها لن نعلن عنه".

واضاف:"لو كنا نريد ان ننتظر اجماعا لكانت هذه الجماعات المسلحة داخل المناطق اللبنانية لذلك سنذهب الى معالجته، ولمن يقول لنا من كلفكم بهذا الأمر نقول "هذا تكليف انساني واخلاقي وديني ومن يتخلف عن هذا الأمر اذا يستطيع ان يقوم به فهو يتحمل المسؤولية".

وحول الوضع في اليمن، اشار السيد نصرالله الى انه "قبل 40 يوما أعلنت السعودية الحرب على اليمن وبعد 26 يوما من العدوان أعلن التحالف العدواني انتهاء عملية "عاصفة الحزم" وانتقال إلى عملية "اعادة الأمل" للشعب اليمني، منذ ذلك الوقت لا زالت العملية مستمرة والعدوان لا زال مستمرا"، لافتا الى "اننا مجددا أمام عملية خداع كبيرة تمارس منذ اعلان انتهاء عملية عاصفة الحزم، والادعاء السعودي بتحقيق كامل أهدافه أكبر خداع وتضليل يمارس منذ اعلان انتهاء عملية عاصفة الحزم".

وسأل السيد نصرالله:"هل يقبل أي انسان بهذا الخداع وهذا التضليل؟"، قائلا:"اشيروا الي على الاهداف التي تحققت حتى اليوم، وعلى هدف واحد تحقق منذ بداية العدوان إلى اليوم"، متسائلا:"هل أعادت السعودية الشرعية المدعاة إلى اليمن؟، هل تمكنت من منع تمدد الجيش اليمني واللجان الشعبية إلى حيث يريدون التمدد؟، هل صادرت سلاح أنصار الله كما ادعت؟"، لافتا الى انه "لم يتحقق شيء على الاطلاق، فاشيروا الي على هدف واحد قد تحقق حتى الآن"، مشيرا الى "اننا أمام فشل سعودي واضح وصريح وانتصار يمني صريح وواضح وهذا الفشل سببه تماسك الشعب اليمني وتضامنه مع بعض".

ولفت السيد نصرالله الى "اننا أمام فشل وهزيمة سعودية واضحة وانتصار يمني واضح"، مشيرا الى ان "الجولة الثانية جاءت تحت عنوان عملية اعادة الأمل، وهنا أيضا خداع آخر للتغطية على الفشل في الجولة الأولى بعملية "عاصفة الحزم"، مضيفا:"هم وضعوا أهداف كبيرة تحتاج إلى حرب طويلة وما زالوا يبحثون عن جيوش يستأجرونها، فانتقلوا إلى وضع أهداف تبدو متواضعة وقابلة للتطبيق وحولوا العملية من عملية عاصفة الحزم إلى عملية اعادة الأمل".

ورأى السيد نصرالله ان "السعودية هدفها السيطرة على اليمن واعادتها إلى الهيمنة الأميركية والسعودية"، معتبرا انه "لو عدنا إلى الأهداف المعلنة لعملية اعادة الأمل فهي أهداف قابلة للتحقيق وقد يستطيع التحالف الادعاء انه استطاع تحقيقها".

ولفت السيد نصرالله الى ان "التحالف العربي نزل عن نصف الشجرة الى كعبها واضعا اهدافا يستطيع ان يقول انها تتحقق وذلك من اجل خداع الناس. وهو يستخدم أسلحة محرمة دوليا وهي أخطر ما يكون على المدنيين"، معتبرا ان "ما قاموا به الآن هو تعقيد العملية السياسية وابعاد الحوار السياسي عن اليمن وانعقاد المؤتمر في العاصمة السعودية الرياض يعني تعطيل الحوار، وهذا عكس الاهداف التي ادعت تحقيقها، فالخداع الآخر هو إيهام العالم ان السعودية أوقفت الحرب على اليمن وهذا ليس فقط خداع إنما هو كذب وتزوير، فالحرب هي هي والحرب ازدادت عنفا وبشاعة واجراما، واليوم يتضح أكثر هدف هذا العدوان والشعب اليمني يرفض العودة إلى زمن الهيمنة ويصر على الاستقلال".

واكد السيد نصرالله ان "هناك ارادة يمنية قاطعة وحاسمة بعدم الخضوع وعدم الاستسلام وعدم التراجع"، معتبرا ان "مسؤولية العالم والدول والشعوب ومنها شعوب منطقتنا في مواجهة ما يقوم به هذا العدوان على المستوى الإنساني"، لافتا الى ان "المنظمات الدولية تتحدث عن وضع انساني خطير وكارثي وعلى العالم ان يتحمل مسؤوليته، والضغط على المقاومين والمقتلين من خلال قتل أهلهم ونسائهم وتدمير منازلهم سياسة فاشلة"، متوجها للمعتدين بالقول:"ان كل ما تقومون به على المستوى الانساني سيزيد وجوهكم قبحا وشناعة وسيوحد الشعب خلف الذي يقاتلون دفاعا عن وحدة اليمن وحريته استقلاله".

ورأى السيد نصرالله ان "على دول العالم ان تعمل على ايصال المساعدات من خلال خرق الحصار بأي ثمن وبأي شكل"، مؤكدا ان "ما نشهده داخل اليمن مزيد من البطولة والحماس وهذه السياسة لن تؤدي إلى هزيمة أي شعب ما دام يملك الارادة".

وحول الوضع في العراق، اشار السيد نصرالله الى انه "بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الموصل وتهديدها لبنية بقية المحافظات أعلن عن تأسيس تحالف دولي لمواجهة "داعش"، وقد قلنا حينها ان أميركا ليست جادة في مواجهة "داعش" وستعمل على توظيف خطر هذا التنظيم لتنجز مشروعها في المنطقة، وقلنا ان مشروعها تقسيم هذه الدول على اسس طائفية وعرقية".

ولفت السيد نصرالله الى "اننا ذاهبون في المنطقة على شرعنة حروب أهلية قد تستمر عدة سنين وهذا ما تريده أميركل لشعوبنا"، موضحا ان "اليوم يكشف الأميركيون عن نواياهم وأول خطوة على طريق تقسيم العراق هو ما يعمل عليه الكونغرس الأميركي اليوم بتسليح بعض المجموعات في العراق"، مشيرا الى انه "منذ بداية الأحداث نتذكر ان المرجعية العليا في النجف دعت للدفاع عن كل الشعب العراقي دون تمييز، والحكومة العراقية أيضا مارست مهمتها على هذا الاساس، فإذا في العراق العراقيون لا يتصرفون على اساس التفريق بين المحافظات، فلا حجة لأميركا باعطاء سلاح لمرجعية عراقية بشكل مباشر دون أخرى، فإذا من الواضح ان هناك محاولة أميركية لتعجيز الحكومة العراقية والجيش العراقي عن مواجهة داعش".

ورأى السيد نصرالله ان "مسؤوليتنا هي ان نرفض هذه الخطوة لأن الموضوع لا يبدأ بالعراق وينتهي بالعراق بل هذ خطوة تؤسس لمرحلة خطيرة جدا جدا وما يحضر له من خلال الخطوة تقسيم العراق ثم تقسيم اليمن ثم تقسيم سوريا وغيرها"، معتبرا ان "اجيالنا لا يجوز ان تسكت على هذا الأمر، فهذه المنطقة مصيرها واحد وتاريخها واحد ولا يجوز ان يرتكب اجيالنا نفس الخطأ الذي ارتكبته الأجيال التي استسلمت وسلمت فلسطين إلى اسرائيل".

وحول الوضع في سوريا، اشار السيد نصرالله الى ان "في الآونة الأخيرة وبعد سقوط جسر الشغور بيد المجموعات المسلمة شهد العالم موجة من الشائعات والضخ الاعلامي التي تهدف لاحداث حرب نفسية لدى العالم، وبعض الشائعات هي انه بعد سقوط جسر الشغور سينتهي النظام السوري وان الجيش السوري فقد قدرته على المواجهة وانه يتهاوى وان حلفاء سوريا تخلوا عنها وان الوضع في سوريا صعب وهذه كلها أكاذيب عمل البعض على إشاعتها".

واوضح السيد نصرالله ان "ما نحن أمامه الآن هو حرب نفسية تريد ان تنال من ارادة السوريين ومن عزيمتهم وصمودهم وتريد ان تنال من خلال الحرب النفسية ان تحقق ما لم تستطع تحقيقه عسكريا، فلا يجب ان يصغي أحد إلى هذه الاكاذيب وهذه الحرب النفسية وهي حرب ليست بجديدة بل بدأت منذ بدء الأزمة السورية".

ولفت السيد نصرالله الى ان "ما يقال عن الموقف الإيراني غير صحيح والمرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران السيد علي الخامنئي قال ان "إيران تفاوض على النووي فقط ولا شيء على حساب حلفائها"، وهذا ما يؤكد ان إيران لم تتخل عن سوريا"، موضحا ان "ما يحل أحيانا في الميدان يجب ان نبحث عن اسبابه الميدانية لا عن اسبابه الدولية"، متسائلا:"كيف ينهار الجيش السوري وهو يحقق انجازات وانتصارات يومية؟"، لافتا الى ان "في أي حرب هناك جولات من يربح الجولة لا يعني انه ربح الحرب ومن خسر جولة لا يعني انه خسر الحرب".

وتوجه السيد نصرالله للشعب السوري بالقول:"كنا وسنبقى معكم وحيثما يجب ان نكون سنكون وفي الأيام الأخيرة ذهبنا إلى أماكن لم نذهب إليها سابقا فنحن دخلنا إلى سوريا بناء على تشخيص واضح هو ان الدفاع عن سوريا ولبنان وكل المنطقة".