افادت مصادر دبلوماسية مطلعة صحيفة "النهار" ان "الأميركيين لا يريدون متاعب في لبنان، لكنهم لا يرون أن ثمة حاجة في الوقت الحاضر الى أي تدخل تقتضيه التحديات التي يواجهها ولا سيما في مسألة شغور موقع الرئاسة الأولى"، موضحة انهم "يركزون دعمهم على مكامن القوة التي تشكل مقومات صمود لبنان وإستقراره كالأمن من خلال زيادة المساعدات، ويثنون على الموقف اللبناني الحازم من رفض السلاح الايراني المقدّم هبة من الجمهورية الإسلامية، ويرون ان لبنان يدرك ان أي قبول لهذا السلاح يعني خرقا من جانبه لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بفرض عقوبات وحظر على الأسلحة الإيرانية".

ولفتت المصادر الى ان "الاهتمام الاميركي بإستقرار لبنان جدي ويندرج في إطار حرص الولايات المتحدة على المحافظة على النموذج اللبناني في منطقة حافلة بالانقسامات المذهبية، نظراً إلى ما يمثله هذا النموذج إذا صمد وسط منطقة مشتعلة، من قصة نجاح يمكن أن تشكّل بدورها نموذجا لما تنتظره دول المنطقة"، مشيرة الى ان "حرص الأميركيين على متابعة النشاط المصرفي إنطلاقا من الخوف الدائم من إحتمالات تسلل المال " الداعشي" الى النظام المصرفي اللبناني"، مضيفة "لا يخفون إرتياحهم الى الزيارات الدورية التي تقوم بها مجموعة من المصارف الكبرى حيث تتناول المحادثات مع الاجهزة المالية الاميركية التقدم الذي يحرزه لبنان في مجال المراقبة الذاتية والتزام المعايير الدولية".

واكدت المصادر ان "لا إستعداد أميركي، للضغط في اتجاه دفع القوة الاقليمية المعطِّلة للإستحقاق الى تسهيل انتخاب رئيس جديد، وخصوصاً في المرحلة النهائية من وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق النووي مع ايران، لئلا يستعمل هذا الاستحقاق ورقة تفاوض تساوم عليها طهران وتقبض ثمن تساهلها في لبنان في مكان آخر"، مشددة على ان "الاميركيين غير مستعدين الآن لتسديد فواتير في لبنان"، معتبرة أن "الاستحقاق الرئاسي يمكن ان ينتظر حتى نضوج التسوية، ولكن الاهم هو حماية الاستقرار في إنتظار ذلك".