اشارت "الاخبار" الى ان مياه ​اليمونة​ وقطعها عن قرى في غرب بعلبك مشهد المعاناة يتكرر منذ سنوات مع كل صيف. لم تُجدِ الاجتماعات التي خُصّصت لمواجهة ومعالجة مشكلة التعديات على خط جر مياه اليمونة، والصخب الذي رافقها، لتوفير مياه اليمونة لأهالي قرى غرب بعلبك. فعلى الرغم من الاجتماعات التي عُقدت منذ شهرين بين مديرية المخابرات في البقاع ومؤسسة مياه البقاع ومديرية العمل البلدي والبلديات واتحادي بلديات الشلال وغرب بعلبك، والتي أعلن بعدها "الإنجاز الكامل" والتصدي لمنع وإزالة الاعتداءات على خط جر مياه اليمونة، إلا أن "عصابة لا يتعدى عددها العشرة اشخاص، تتحكم بشبكة توزيع مياه اليمونة، فتعمد إلى تأجيرها وبيعها لمزارعي الحشيشة في كل من دير الأحمر وبتدعي وبوداي والسعيدة والعلاق"، بحسب ما يؤكد سهيل الحاج حسن رئيس بلدية شمسطار ـ غرب بعلبك لـ"الأخبار".

لا يغفل الرجل عن زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي مع النائب علي المقداد منذ شهرين في محاولة استباقية للحؤول دون أزمة قطع مياه اليمونة، والتي أكد فيها قهوجي: "أن المسّ بالمياه، كالمسّ بالأمن"، موعزاً لمديرية المخابرات في البقاع "التعاطي بجدية مع موضوع مياه اليمونة". إلا أن أكثر من 50 ألف نسمة يعانون منذ شهر قطع مياه اليمونة، في وقت تتقاذف مؤسسة مياه البقاع والقوى الأمنية المسؤولية، فمن جهة يتذرع موظفو المياه بأن القوى الأمنية "ماعم تساعدهم لقمع المخالفين"، في حين أن القوى الأمنية تشدّد على تسييرها الدوريات، وأن موظفي مكاتب المياه "لا يتعاونون"، ويتساءل الحاج حسن إزاء ذلك: "إذا كانت هناك دوريات والمياه مقطوعة شو استفدنا؟ ولماذا لم يتم توقيف أحد حتى اليوم؟!"، مشدداً على أن هناك "خللاً ما وقطبة مخفية، ولا بدّ للجيش من التعاطي بجدية مع عصابات المياه، فالحل أمني وليس سياسياً وينبغي تركيز نقطتين للجيش عند شلال دار الواسعة وعند مقسم التوزيع، وتوقيف شخص واحد من العصابة يكفي للجم الباقين" كما يقول.

لكن أين تذهب مياه اليمونة؟ لا يتردد الحاج حسن عن الإجابة، فيؤكد أن عشرة اشخاص يشكلون عصابة مياه اليمونة، وهم معروفون بالأسماء من الأجهزة الأمنية ومؤسسة المياه، ويعملون على "تضمين (تأجير) ليلة المياه الواحدة من مياه اليمونة، بمبلغ ألف إلى 1500 دولار لري حقول الحشيشة والبطاطا في دير الأحمر وبتدعي وشليفا وبوداي والحفير والعلاق والسعيدة، ليرزح أكثر من 50 ألف نسمة تحت نير العطش وفواتير صهاريج المياه القاسية".

مصادر في مؤسسة مياه البقاع أكدت لـ"الأخبار" أن عصابة المياه "تعتدي على مقاسم التوزيع بدءاً من اليمونة وصولاً حتى بوداي، مروراً بدار الواسعة وفلاوى"، وإحدى تلك العصابات تعرف باسم "البشمركة" وأفرادها "مطلوبون للقضاء ومعروفون من الأجهزة الأمنية". تقارير بالجملة، خطية وأخرى شفهية، ترفع للمؤسسة، في الوقت الذي تنعدم فيه الحلول وسبل المعالجة.