ما زالت تداعيات الاشتباكات المسلحة التي وقعت بين حركة "فتح" و"المجموعات الاسلامية المتشددة" في ​مخيم عين الحلوة​ تتوالى فصولا من المآسي الانسانية التي لا تنتهي، علمًا أنّ الأضرار لم تقتصر على الممتلكات والمحال التجارية والمنازل والسيارات، ولا حتى على النزوح وحياة القلق والخوف، بل وصلت الى "الموت وخراب البيوت"..

وتبرز في هذا السياق مأساة النازح الفلسطيني من سوريا مازن منير الصالح، الذي أصيب في الاشتباكات الأخيرة في تعمير عين الحلوة، حيث أدخل إلى "مركز لبيب الطبي في صيدا" للمعالجة، قبل أن يفارق الحياة متأثراً بالجراح الخطيرة التي يعاني منها.

الصالح، الذي يعاني من الصمم البكم، لم يتجاوز الثلاثين ربيعا، هرب من جحيم الموت في مخيمات اللجوء في سوريا ليلاقي مصيره المكتوب، غير ان المفارقة انه حتى الان محروم من الدفن، اذ بلغت فاتورة علاجه نحو سبعين مليون ليرة لبنانية، فيما يقف ذووه واقاربه عاجزين عن سدادها لكي يقوموا بمراسيم الدفن ويستريح جسده من رحلة النكبة واللجوء والتشريد.

ويبقى السؤال، أين القوى والفصائل الفلسطينية لتضع خاتمة سريعة لهذه المأساة، وأين الجمعيات والمؤسسات الأهلية اللبنانية والفلسطينية على حد سواء لتبلسم جراح ذويه؟