يُنذِر الاجتماع الأوّل الذي عقده 5 من رؤساء الأركان السابقين لجيش الاحتلال الإسرائيلي بخطورة الخطوة، التي تكتنفها الكثير من الدلالات في ضوء المتغيّرات والتطوّرات على أكثر من صعيد.

الاجتماع عُقِدَ خلال الساعات الماضية، بدعوة من رئيس الأركان الإسرائيلي الحالي غادي ايزنكوت وفي مكتبه بمشاركة رؤساء الأركان السابقين: بني غانتس، دان حالوتس، وزير الجيش ورئيس الأركان السابق موشي يعالون، وزير الجيش السابق شاؤول موفاز الذي تولى هو الآخر رئاسة الأركان، فيما تغيب عن الاجتماع إيهود باراك الذي شغل منصب رئيس الأركان ووزير الجيش.

ودام الاجتماع على مدى ساعتين، وهدف إلى الاستفادة من خبرات رؤساء الأركان السابقين، الذين تبؤوا لاحقاً مراكز قيادية في وزارة الجيش وحتى رئاسة الوزراء، والملفات التي طرحت لجهة الاستفادة من خبراتهم من أجل بحث برنامج تحديث جيش الاحتلال الإسرائيلي والخطط المستقبلية له.

وقدّم ايزنكوت أيضاً استعراضاً استخباراتياً حول جميع الجبهات وعلى رأسها الجبهة مع لبنان في مواجهة "حزب الله"، والجبهة السورية بعد التغيّرات التي جرت عليها، والجبهة مع قطاع غزّة، والجبهة الايرانية في أعقاب الاتفاق النووي الايراني.

وأهمية هذا الاجتماع أيضاً أنه يأتي بعد المعلومات التي كشفت عن أنّ خطط الاحتلال تكون جاهزة قبل موعد من تنفيذها، وهو ما ثبت بنية مهاجمة ايران، لولا القرار السياسي الذي حال دون ذلك!

واستعرض ايزنكون خطة العمل الخاصة بكل جبهة من الجبهات المذكورة، طالباً من الحضور إبداء الرأي وتقديم المشورة لتحسين وتعديل هذه الخطط من خلال خبرتهم في المهام التي تولوها.

وعرض رئيس الأركان الحالي ايزنكوت خطته لإعادة بناء الجيش بما يتوافق وطبيعة التهديدات المتوقعة خلال السنوات المقبلة، طالباً من الحضور الإدلاء بآرائهم.

وتناول الاجتماع أيضاً الميزانية العسكرية وأثرها على بناء القوة الإسرائيلية، إضافة إلى مشكلة تراجع الرغبة والدافع لأداء الخدمة العسكرية ضمن صفوف القوات النظامية الدائمة.

وايزنكوت مغربي – يهودي، هو رئيس أركان جيش الاحتلال الحادي والعشرين، وعيّن خلفاً للجنرال غانتس، وهو متخصّص في الشأن اللبناني منذ أنْ عُيِّنَ قائد سرية في اللواء غولاني في أحد مواقع مزارع شبعا في العام 1978، وصولاً إلى قائد كتيبة ونائب لقائد "لواء غولاني" قبل أنْ يتسلّم قيادة المنطقة الشمالية، لذلك خبر الواقع اللبناني، بل تعمّق به حيث تخصّص في الشؤون اللبنانية، وحاز شهادة ماجستير عن دراسة أكاديمية تناول فيها أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله لجهة أدائه وخطابه مع تحليل لشخصيته.