نقلت صحيفة "الجمهورية" عن شخصية قيادية في قوى 14 آذار، أبرز انطباعاتها بعد زيارة العاصمة الفرنسية، مؤكدة أن "باريس ستنجح بتسريع الحلول في المنطقة ولبنان، لأن اهتمام الإدارة الفرنسية في هذه الأيام يتركّز حول كيفية تحقيق إنجازات في كل المجالات الداخلية والخارجية من أجل قطعِ الطريق على اليمين المتطرّف الذي يستغلّ جملةً من الأحداث والتطورات لتوسيع قاعدته الشعبية، وقد جاءت أزمة النازحين لتعزّز رصيده، كونه يتعاطى معها بخلفية سياسية لا إنسانية".

وأوضحت الشخصية أن "هذا لا يعني أنّ الاهتمام الفرنسي بالقضايا الخارجية جاء نتيجة التطورات الداخلية لديها، فهي أساساً معنية بكلّ الملفات الدولية، ولكنّ المقصود أنّ باريس ستضاعف جهودها إلى درجة الاستنفار السياسي لتسريع التسويات، لأنّ الخطر بدأ يدقّ أبوابها، وبالتالي لا تستطيع أن تبقى في موقع المراقب للأحداث عن بُعد، بل باتت معنيّة بمقاربتها عن قرب والدفع باتّجاه إنهاء الأزمات الساخنة"، مشيرة الى أن "الأزمة السورية موجودة بقوّة على الطاولة الباريسية كونها بدأت تطرق أبواب أوروبا من زاويتين متّصلتين: اللاجئين وصعود اليمين الأوروبي، فضلاً عن أنّ الرؤية الفرنسية واضحة تماماً بأنّ صعود التطرّف الإسلامي في الشرق سيقابله صعودٌ للتطرّف اليميني في الغرب، وبالتالي الحلّ الوحيد هو بإنهاء الأزمة السورية التي تشكّل المولّد الرئيسي للتطرّف".

ولفتت الى أن "هذا الحلّ بالنسبة إلى الفرنسيين لا يمكن أن يكون خارج سياق استبعاد الرئيس السوري عن أيّ حلّ دائم أو انتقالي، لأنّ استمراره في السلطة تحت أيّ عنوان سيرفع من منسوب التطرّف لا العكس. وهذا الكلام قد قيلَ للرئيس الروسي في الخلوة التي عَقدها مع الرئيس الفرنسي".

وأكدت أن "الأزمة اللبنانية ستُبحث تفصيلياً في اللقاء الذي سيجمع الرئيس ​فرنسوا هولاند​ والرئيس الإيراني ​حسن روحاني​ في أواخر تشرين الثاني المقبل، في ظلّ إصرار فرنسي على ضرورة تحقيق انفراج سياسي من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يعاد معه إحياء المؤسسات الدستورية التي أصابها الترهّل بفعل الأزمات المتتالية وصولاً إلى اليوم"، مشيرة الى أن "باريس تعول في هذا السياق على العلاقة والثقة مع طهران من أجل إنقاذ لبنان، لأنّ استمرار الوضع على ما هو عليه أصبح يشكّل خطراً سياسياً على مستقبل الوضع فيه".

وحول زيارة هولاند إلى لبنان، فشددت الشخصية الآذارية على أنه متحمّس كثيراً لهذه الزيارة، ولن يفوِّت الفرصة لزيارة بيروت، ولكنّ الدوائر الفرنسية تريد أن تشكّل هذه الزيارة مدخلاً لحلول لبنانية، موضحة أن "الحرص الفرنسي على العلاقة مع طهران لا يعني إهمال القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية والعلاقة الاستراتيجية مع السعودية، ورفضَ أيّ حلول على حساب العرب والسنّة، لأنّ أيّ حلول من هذا النوع ستُبقي فتيلَ الأزمة في المنطقة مشتعلاً".