نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر وزارية ونيابية اشارتها الى أن " ثلاثية الحوار التي يترأسها رئيس المجلس النواب نبيه بري والتي تستمر لـ3 أيام، تقف أمام معادلة من شقين لا مجال للتلاعب فيها أو إيجاد البديل منها"، مشيرة الى أن "المعادلة الأولى، تكمن في عدم قدرة أي فريق الذهاب بعيداً في مغامرته السياسية الى حدود نسف الحوار وتعطيل جلساته، مع أنه ليس بالضرورة أن يؤدي هذا الحوار الى إيجاد الحد الأدنى من الحلول للمشكلات التي ما زالت عالقة وأولها إنهاء الشغور في سدة رئاسة الجمهورية بانتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان، بينما الثاني يقوم على عدم وجود نية لدى هذا الفريق أو ذاك في تقديم تنازلات أو تسهيلات تدفع في اتجاه الوصول الى نتائج ملموسة".

وأكدت المصادر أن "الحاجة ل​طاولة الحوار​ باتت في الوقت الحاضر أكثر من ضرورية في ضوء الحصيلة التي عاد بها رئيس الحكومة تمام سلام من نيويورك والتي من شأنها أن تبقي البلد على لائحة الانتظار، لأن الأزمة اللبنانية ليست حتى إشعار آخر ضمن أجندة الاهتمام الدولي والإقليمي المشغول حالياً في مواكبة التدخل العسكري الروسي في سورية الى جانب النظام فيها ضد قوى المعارضة"، لافتة الى أن "الاهتمام الدولي والإقليمي بلبنان يبقى محصوراً في الحفاظ على الاستقرار فيه ومنع الإخلال بأمنه وإقحامه في حالة من الفوضى".

وأوضحت أن "هذا يعني منع انهياره وإبقاءه بعيداً من دورات العنف والحرائق المشتعلة من حوله في أكثر من دولة، ليكون في وسعه الوقوف على قدميه حين إطلاق الصفارة الدولية في اتجاه الإفراج عن ملف الانتخابات الرئاسية في ضوء عجز اللبنانيين عن لبننة الاستحقاق الرئاسي"، معتبرة أن "المجتمع الدولي المعني بلبنان يريد أن يبقى الوضع الراهن فيه تحت السيطرة ومنعه من الانفلات وصولاً الى دفعه للإنهيار الشامل وهذا ما يحتم على قواه التعاون لقطع الطريق على ارتفاع منسوب التوتر".

ولفتت المصادر الى أنه "على لبنان أن يتعايش مع مرحلة الانتظار لمصلحة تحقيق المساكنة ولو بحدودها الدنيا بين الأضداد فيه، وبالتالي يمكن أن يكون للحوار دور يؤمن له شبكة أمان رغم أنه لن يأتي بالمعجزات ولن يخرج عما هو مألوف في الحوار المفتوح بين "تيار المستقبل و"حزب الله" برعاية بري"، محذرة من "لجوء أي من الفريقين الى الاستقواء بالتدخل العسكري الروسي في سوريا بغية العمل من أجل قلب الطاولة في وجه خصومه المحليين".

كما استبعدت غياب رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون عن ثلاثية الحوار رغم أنه هدّد بالمقاطعة، قائلة: "عون سيشارك حكماً في الحوار ولن ينتدب على الأقل في المدى المنظور من ينوب عنه، مع أن ترقية الضباط ومن بينهم قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز أصبحت مستعصية وهي في حاجة الى تذليل الاعتراضات وما أكثرها".

وشددت المصادر على أن "غياب عون سيرتد سلباً عليه لجهة أن من يرفض الجلوس مع خصومه على طاولة الحوار ليس مؤهلاً لخوض معركة الرئاسة الأولى وإلا لماذا يضيق ذرعاً من محاورة من يناصبه الاختلاف في المواقف؟"، مشيرة الى أن "بري بات على يقين بأن عون سيحضر شخصياً الى ساحة النجمة للمشاركة في الحوار".