تحدثت مصادر الرابية عبر "الاخبار" عن استياء شديد من عدم إحاطة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية العماد ميشال عون بأجواء لقاء باريس، قبله وبعده، وهو ما تردّ عليه أوساط زعيم المردة بأنه لم يوضع مسبقاً في أجواء اللقاء الباريسي الآخر بين عون ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري.

وإلى الاستياء، في الأوساط العونية، أيضاً، هواجس من أن الزعيم الشمالي، حليف المقاومة اللصيق، ما كان ليقدم على اللقاء قبل استشارة حارة حريك. وفي المعلومات أن استشارة كهذه حصلت بالفعل. فبعدما تلقّى فرنجية أولى الإشارات في شأن ترشيحه من النائب وليد جنبلاط، استقبل لأكثر من مرة موفدين من الحريري، وسمع تلميحات مشجّعة من سفراء دول كبرى، في مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وعندما أثير موضوع اللقاء، تواصل مع حلفائه، وفي مقدمهم الرئيس السوري بشار الاسد، فأحاله على امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي أكد له أن الحزب يخشى مناورات الطرف الآخر، وأنه على موقفه بأن مفتاح الرئاسة في يد عون. والزبدة النهائية: "افعل ما تراه مناسباً"، ولكن مع تأكيد الالتزام بتأييد جنرال الرابية ما بقي مرشحاً، وأن الحزب ليس في وارد ممارسة أي ضغط عليه.

وبمعزل عن نتائج الاتصالات، إلا أن الترشيح بدأ يفعل فعله، مع بروز حالة من التوتر بين الاجواء المحيطة بعون وفرنجية، وتعذر عقد لقاء بينهما. ففيما لا ترى الرابية أن لديها جديداً تقدّمه، وأن من يقبل بالزعيم الشمالي القريب تاريخياً من القيادة السورية يمكنه أن يقبل بعون الأقل قرباً من هذه القيادة، لا يريد فرنجية لقاءً بروتوكولياً، بل يسعى الى وساطة تنتج تفاهماً قبل الاجتماع. لكن الواضح أن أحداً لا يتدخل بين الرجلين، على قاعدة أنه لا يمكن لأحد أن يفرض على أيّ منهما التراجع عن موقفه.