قلدت السفيرة الإسبانية في لبنان ميلاغروس هيرناندو إتشيفاريا وزير العدل السابق ابراهيم نجار بحفل تكريم أقامته في مقر السفارة في الحدث، وسام الشرف برتبة كومندور، تقديرا لعمله في مجال حقوق الإنسان والسعي لإلغاء عقوبة الإعدام، لا سيما من خلال عضويته في اللجنة الدولية التابعة للأمم المتحدة لمناهضة حكم الإعدام.

من جهتها، لفتت السفيرة الإسبانية إلى أن "وسام الشرف الذي منح للبروفسور نجار يأتي تقديرا لنشاطه في مجال تعزيز حقوق الإنسان، الذي يشكل رسالة مشتركة مع إسبانيا التي تعول كثيرا على تعزيز هذه الحقوق". وأضافت أن "الوسام قد لا يقدم جديدا. فالعمل الجيد هو عمل جيد سواء حصل الذي يقوم به على وسام أم لا. إنما من المهم الإعراب عن التقدير والإمتنان، ليس فقط للشخص المعني، إنما من أجل الأشخاص المحيطين به، بدءا من محيطه القريب أي عائلته، وصولا إلى محيطه الأبعد وهو مكان عمله".

واعتبرت انه "من المهم تسليط الضوء على إنجازاته، لتقديم المثال لتلامذته وزملائه ولا سيما العاملين في الشأن العام وتشجيعهم على العمل في سبيل تعزيز حقوق الإنسان".

ثم تلت رسالة من المدير العام السابق لمنظمة الأونيسكو فيديريكو مايور أبدى فيها اعتزازه بعضوية نجار في اللجنة الدولية التابعة للأمم المتحدة لمناهضة حكم الإعدام، لافتا إلى أن نجار "كان دائما سباقا وفي مقدمة صفوف المطالبين بتحقيق العدالة والمصالحة والسلام؛ وإن أمثاله حاجة في هذا الزمن ويجب أن يشكل مرحلة إنتقالية من عصر القوة إلى عصر الكلمة".

بدوره، شكر نجار "الملك الإسباني فيليب السادس على منحه هذا الوسام الذي اقترحته السفيرة الإسبانية في لبنان، مبديا اعتزازه لعضويته في اللجنة الدولية التابعة للأمم المتحدة لمناهضة حكم الإعدام".

وجدد التزامه العمل على مناهضة هذا الحكم، مبديا في الوقت نفسه "الأسف لأن تكون دول متحضرة غارقة في الحداد، حيث يتم اغتيال الحرية باسم الدين، وقد باتت حياة الإنسان عرضة للقتل المستمر من قبل الظلاميين"، متسائلاً "إلام يؤدي إنزال عقوبة الإعدام بمن يصفون أنفسهم بجهاديين يبحثون بأنفسهم عن الموت؟".

ورأى نجار أن "إشكالية حكم الإعدام تطرح بشكل عام مسألة إحترام الإنسان؛ ورغم كل شيء يجب المحافظة على احترام حقوق الإنسان في هذه المنطقة المضطربة وغير المستقرة والخجلة بما يصيبها من أمراض متعددة"، مشيراً الى انه "وفي الوقت الذي يسيطر العنف على منطقتنا، وبات تنفيذ الإعدام أمرا عاديا والموت هامشيا، والحق في الحياة وجهة نظر، إستطاع لبنان أن يحجز له مكانا بين الدول المتمدنة من خلال قرار وقف تنفيذ أحكام الإعدام في العام 2008، علما أن آخر حكم اعدام نفذ في العام 2004".

واوضح نجار ان "لبنان بتنوعه الديني، يجب أن يبقى منارة للأفكار والحريات في هذه المنطقة من العالم. فهذه هي هويته ويقوم دوره على بث الحياة في مواجهة الأنظمة الديكتاتورية. إذ ليس من ديموقراطية من دون إلغاء حكم الإعدام، على غرار ما كان عليه يوما إلغاء العبودية"، منوها بـ"التزام إسبانيا إلى جانب لبنان في تحقيق أهداف إنسانية سامية، ما يشكل مثالا للتضامن بين الدول".