لماذا هذا التكتم على الثروات الطبيعية التي تختزنها أرضنا المعطاء؟ هذه الأرض التي تمتاز عن محيطها الجغرافي بمميازات عديدة ليس أقلها هطول الأمطار فيها بنسبة تتجاوز الجدار الملاصق بكثير، ناهيك بما هو معروف عن طبيعة المناخ المعتدل هنا، فلا هو قاري ولا هو صحراوي ولا قطبي.

أجل! لماذا التكتم حول هذا الموضوع الحيوي؟

وهل صحيح أنّ من أسباب نشوب الحرب اللبنانية أنّ هذه الأرض (خصوصاً تحت البحر) تحتضن النفط والغاز بكميات تجارية معروفة قيمتها، منذ ستينات القرن العشرين الماضي، بأنها تتجاوز الـ600 مليار دولار؟

وهل صحيح أنّ المناطق الداخلية في المتن الأعلى والبقاع وعكّار فيها أيضاً ثروات طبيعية هائلة تتجاوز قيمتها ما يذكره العلماء عن قيمة الغاز والنفط تحت مياهنا الإقليمية؟!

وكذلك ما صحّة أنّ المنطقة الممتدة من ضهر البيدر حتى الحدود الشرقية تعوم على بحر من النفط وتطفو في أجواء من الغاز؟

وهل صحيح أن ضهر البيدر بالذات وتحديداً فيها كميات من اليورانيوم «لا بأس بها»؟!

وهل صحيح أن حمّانا فيها جبل من الذهب، تكفي حفريات بسيطة لاكتشافه؟

وهل صحيح أن الضفة الشرقية لنهر قاديشا - أبو علي، وتحديداً في منطقة كفرشخنا (زغرتا - الزاوية) مقابل منطقة كفرقاهل (الكورة) على الضفة الغربية من النهر، هي أيضاً عامرة بالنفط والغاز، وإن كفرشخنا التي تقوم على بحيرة هائلة من المياه الحلوة (التي إكتشفت فعلياً على عمق معدّله 400 متر). يوجد فيها تحت المياه كميات هائلة من النفط والغاز؟!

هذه الأسئلة مشروعة. وهي جدية. والسؤال الأكبر منها في إطارها هو: لماذا لم يتم بعد إستخراج الغاز والنفط من مياهنا الإقليمية وهما اللذان يعتبران على تواصل طبيعي مع النفط والغاز في فلسطين المحتلة... وقد أنجز العدو الإسرائيلي مرحلة التنقيب وبدأ بالإستخراج؟!

أجل لماذا إحاطة هذه الثروة الوطنية الكبرى بهذا القدر من الغموض ناهيك بالمماحكات والسباق على الغنيمة!

إنّ لبنان مرشح الى نهضة كبيرة تتلازم وحصوله على هذه الثروات الطبيعية الضخمة. ولبنان تتآكله الديون التي ترهق كاهله.

وهو في حاجة ماسّة (قبل هذا وذاك) الى إسترجاع تلك الثروة البشرية العظيمة عنينا بها خيرة الشباب اللبناني المنتشر في دنيا العرب وفي العالم قاطبة حيث يستفيدون من مهارته، وخبرته، وذكائه، وعلمه، وتجربته... وإذا كان هذا متعذراً اليوم بسبب ضيق ذات اليد، فسيصبح ممكناً ومتاحاً متى بدأنا استخراج الغاز والنفط من تحت قاع البحر، لنعود في مرحلة غير بعيدة الى البحث عن الثروات المعدنية كلها وليس المعدن السائل (النفط) وحده...

فليكن هذا الموضوع مطلباً أثيراً في البرامج الرئاسية وحتى في جدول الحراك المدني.