لفت راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران ​بولس مطر​، خلال قداس عيد مار مارون بكنيسة مارو مارون بالجميزة، الى "أننا نحمل في هذا عيد غصات موجعة، حيث نلتقي في هذا العيد للسنة الثانية دون أن يكون لنا رئيس منتخب، هذا فيما العادة تقضي بأن يحضر الرئيس في يوم العيد ويقوم على رأس المصلين فيضفي على المناسبة بهجة سلام ومحبة وايخاء"، متسائلا: "أي ذنب اقترف لبنان لتصل حالته الى هذا السوء؟".

وأكد المطران مطر "أننانتألم أشد الالم مع أخواننا المهجرين من العراق ظلما وقهرا وهم لم يعودوا بعد الى أرضهمم وبيوتهم رغم أنهم كانوا عنصرا اساسيا في تطوير حضارة العرب، وتجدد الألم مع أخواننا في سوريا الذي يتقلص وجودهم، فيما كان هؤلاء في طليعة صناع النهضة العربية"، مشددا على أن "الدول العظمة مسؤولة عن حفظ الامن والسلام بعد انشاء منظمة الامم المتحدة، لكننا نرى أن هذه القوى تعمل في سبيل مصالح متضاربة ولا تتصرف تصرفا مشتركا ومسؤولا حيال الضعفاء في العالم الذين يطلبون الحماية والاحترام لحقوقهم".

ورأى أن "أزمة العالم اليوم أزمة روحية قبل أن تكون سياسية وما يقال عن القوى العظمة يصح قوله في منطقتنا الشرقية، فنحن أمام مشهد انساني، حيث يعادي البشر بعضهم رغم انتمائهم لقومية واحدة ودين واحد"، متسائلا: "هل نكبر في شرقنا ولا نرى أن الازمة التي تعصف بنا أزمة روحية تتمثل برفض الناس لبعضهم البعض؟".

وأشار المطرا مطر الى أنه "امعانا في المكابرة يطلق البعض أن لبنان ليس مدرجا على اجندة الكبار لا الاقليميين ولا الدوليين لأنهم منشغلون بما هو أكبر وأبدى. ولكن ما شغل الكبار اذا لم يحلوا المشاكل الروحية والمادية"، مؤكدا أن "هذا الواقع المرير في منطقتنا ليس من تراثنا، في هذا الشرق ولد مارون وطلب للناس الشفاء، وفي هذا الشرق كان مهبط الأنبياء الذين قربوا السماء من الارض".

ودعا الى "حل المشاكل بمسؤولية وأن نضع أولا نصب عيوننا أن كرامتنا الوطنية تحتم علينا عدم ربط الرئاسة بأي ارادة خارج حدود لبنان"، لافتا الى أن "هناك بعض المبادئ يجب أن تأخذ بعين الاعتبار لحل أزمة الرئاسة".

وأعرب المطران مطر عن ترحيبه بـ"المبادرات الجديدة التي كسرت جمود الحقبة السابقة وبالمصالحات والتقاربات"، مشددا على "ضرورة تلافي ما وقعنا فيه من خطأ سابقا عندا فصلنا بين الدستور والميثاق الوطني، فاحترام لادستور لا يعني ادارة الظهر للحياة الميثاقية، واحترام القواعد لا تحصل بمعزل عن الدستور".

واعتبر أنه "اذا أردنا أن يتم الاستحقاق الرئاسي وعقدنا العزم لأن يكون لنا رئيس وللرئيس بلاد فالتحترم قواعد الدستور والميثاق معا"، داعيا الى "استكمال التشاور ليشمل الجميع، فالاستحقاق الرئاسي نقطة عبور الى ما بعده، خصوصا بهذه الايام التي ترسم ملامح المنطقة من جديد وتحدد المصائر".

واكد مطر "أننا سنبقى على قولنا في لبنان أو المنطقة، ورفعنا في السابق عاليا قيم الحرية والعيش المشترك بين جميع الكونات وهذا خيارنا وقدرنا"، مشيرا الى "أننا كما كنا عنصر تقارب نرفع صلاتنا بشافعة مار مارون وجيمع الاولياء والقديسيين طالبين أن يرفع عنا غضب الحروب والانقسامات، ليعرف العالم حلاوة أهل الشرق الطيبين".