أشار وزير الثقافة ​ريمون عريجي​ خلال رعايته ندوة اقامتها مدرسة سيدة اللويزة ذوق مصبحعن كتاب "الشرخ...من مار مارون إلى الفراغ" للكاتب أنطوان فرنسيس،الى ان "سيرة الموارنة اكتنفتها العواصف والمآسي منذ ترحالهم من ضفتي نهر العاصي وسهول سوريا الى وادي القداسة وقمم جبال لبنان وأعالي يانوح، مقر البطريركية الأول".

وأردف: "استوقفني عنوان الكتاب "الشرخ دلالة على ما شاب العلاقات المارونية-المارونية منذ البدايات وللأسف لغاية اليوم. أسباب كثيرة دفعت نحو تلك المآسي بسبب سوء التقدير وغياب الرؤية الشاملة الموضوعية لدى بعض القيادات المسيحية على مدى التواريخ استغلتها قوى خارجية لإزكاء الشرذمة طمعا بالنفوذ! المهم أن نستخلص العبر التاريخية"، لافتاً الى ان "الحضور المسيحي في هذا الشرق على المحك، انها دعوة للتبصر والعقلانية بحس من المسؤولية الوطنية حفاظا على وطن جهد المسيحيون كثيرا لقيامه".

ورأى عريجي ان "التفتيت هو شعار المرحلة وليس حكرا على الوضع الماروني، فمنطقة الشرق الاوسط والمحيط العربي بأكمله، يعيش حالا مأزومة أفلتت فيها كل ضوابط الاخلاق والانسانية وتضاربت مصالح التمذهب الضيقة مع صراعات الاديان وحسابات النفوذ الجيوسياسية الدولية في منطقة حساسة من هذا العالم"، معتبراً ان "لعبة الامم" مستمرة فصولها وتغطي ساحات المنطقة العربية، مولدة "الفوضى الخلاقة" الرهيبة، المدمرة للنظم والكيانات ولقيم الاديان والحضارات".

واوضح عريجي ان "شرذمة المنطقة وتفتيتها من خلال إشعال أحقاد انقسامات المذهبة والتطييف، حصل نتيجة انكفاء الدولة المدنية الحاضنة لصهر المكونات والشرائح الشعبية ولتغييب الفكر السياسي- المدني"، مشدداً على ان "خلاص الجميع في تدعيم وتحصين الدولة المدنية الحاضنة لمواطنين متساوين في مشروع وطني جامع".

واضاف: "إننا نؤمن بديمقراطية مشاركة ميثاقية تاريخية قام عليها لبنان، بعيدا عن مهاترات العددية ومعادلة الأرقام. فالوجود والدور المسيحي يتجاوزان هذه المسألة إلى جوهر آخر هو علة وجود لبنان"، مشيراً الى ان "افظع ما نعانيه اليوم تفريغ موقع رئاسة الجمهورية! حاجتنا مصيرية إلى انتخاب رئيس ذي حيثية سياسية، "رئيس مواطن" يؤمن انتظام المؤسسات ويحمي مصالح الدولة وحقوق التساوي أمام الدستور"، مؤكداً انها مسؤوليتنا جميعا في إعادة بناء وتحصين دولة القانون، والمواطنة الصحيحة".