توقعت مصادر وزارية عبر صحيفة "الراي" الكويتية ان "تطورا قاتما للوضع الداخلي في لبنان في ظل التفكك الذي يضرب مَفاصل الحكومة فيما تتصاعد الأزمات المالية والاجتماعية في سائر الاتجاهات"، موضحة ان "سنتين من عمر الحكومة واقتراب أزمة الفراغ الرئاسي من طي سنتين ايضاً، جعلا هذه الحكومة أشبه برجلٍ أَثْقله الهرم ولم تعد غالبية وظائفه الطبيعية تعمل بانتظام، ولذا من الطبيعي توقُّع كل يوم مشكلة في وضعه".

واشارت المصادر الى ان "الأسوأ من حال التفكك التي تعكسها جلسات مجلس الوزراء هو ان ينقل الوزراء حالات التشنج المتصلة بالأزمة السياسية والرئاسية الى المداولات المتعلقة بالملفات والقضايا ذات الصلة بشؤون الناس الامر الذي يُفقِد قرار تفعيل العمل الحكومي جدواه"، لافتة الى ان "عدم معالجة آثار بعض السياسات التي تتبعها وزارات تابعة لمحور "8 آذار" لا يزال يجرجر تداعيات سلبية لم يتم احتواؤها بعد بالقدر اللازم من الجدية، اذ ان الغضب الخليجي على سياسات وزارة الخارجية اللبنانية لم يُعالج بالقدر الكافي من الجدية والحزم رغم كل الجهود التي بذلها رئيس الحكومة تمام سلام في هذا الاتجاه، وبات الانطباع العام لدى الخليجيين سلبياً جداً حيال العجز الرسمي عن كبح انزلاق لبنان نحو السياسات المحورية الايرانية بضغط مباشر من "حزب الله".

وتخوفت المصادر ان "ترزح البلاد أكثر فأكثر تحت سلسلة موصولة من الأزمات والتداعيات السلبية في وقتٍ تبتعد كل ملامح انفراجٍ سياسي مأمول في إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي، علماً ان الربط القسري لهذه الأزمة بالإطار الاقليمي المشتعل خصوصاً في سوريا لم يعد يحتاج الى اي إثبات بعدما فشلت كل المحاولات لحمل فريق التعطيل للانتخابات الرئاسية على الافراج عن الانتخابات بما فيها تقديم مرشحيْن حصرييْن من قوى "8 آذار" بما يعني ان لا انتخابات الا على توقيت اقليمي وتحديداً ايراني مهما نفت ايران وحلفاؤها هذه الحقيقة".