تحيي الصحافة اللبنانية في السادس من أيار ذكرى شهدائها الذين سقطوا في المجازر العثمانية في وقت تمرّ فيه وسائل الإعلام اللبنانية في أزمة حادة، ما يطرح علامات إستفهام حول مصير ومستقبل هذا القطاع في ظل غياب الدور الفاعل للنقابات المعنية.

"الصحافة تئن والصحافيون في وجع". بهذه الكلمات يختصر الاعلامي ​يزبك وهبة​ الأجواء العامة التي يعيشها قطاع الإعلام هذه الأيام، لافتا الى أن "الصحافة الورقية بشكل خاص تمر بأزمة وهناك العديد من الصحف التي اقفلت عالمياً فيما قسم كبير منها بقي يصدر عبر "الإنترنت" لأسباب عديدة منها أن الناس تراجعت عن قراءة الصحف ولأنّها ممولة من بعض الدول وبعض رجال الأعمال الذين قرروا الاستثمار في قطاعات ودول أخرى".

وما اشار اليه وهبة تؤكده الإعلامية ​ألين فرح​، لافتة في هذا المجال الى أن "المؤسسات الإعلامية التي تمر في أزمة مادية تسعى بكل جهدها الى تخطّيها عبر السعي لتحسين أوضاع موظفيها ولكن تبقى الأزمة أكبر منها".

أزمة الصحافة العصيبة تعصف في وقت تغيب فيه النقابات بشكل كامل، هنا تنتقد فرح الغياب التام لـ"نقابتي الصحافة والمحررين عن حقوق الإعلاميين ويقتصر عملهما على إصدار البيانات في ذكرى شهداء الصحافة"، متسائلة: "متى قتل صحافي وعرفنا من قتله منذ العهد العثماني الى اليوم، ماذا فعلت النقابات في هذا الخصوص".

أما يزبك وهبة فيتطرق الى موضوع ​نقابة المحررين​ كونها المعنية بشؤون الصحافيين، مشيرا الى أن "هناك ازمة في تسييس العمل النقابي وأزمة بتطييف ومَذْهَبَة العمل النقابي وهذا يؤثر على الاعلاميين"، وطالب بـ"نقابة أشمل تضم في صفوفها كل العاملين في حقل الاعلام وليس فقط الذين يعملون في حقل الصحافة المكتوبة".

من جهته يصف نقيب المحررين ​الياس عون​ وضع النقابة، بالمأساوي"، ويعتبر أن "لسوق العمل دوراً في هذه الأزمة إذ إن كليات الإعلام تستمر بتخريج طلاب أصبحوا عاطلين عن العمل"، ويشدد على "ضرورة التوقف عن تخريج طلاب يبقى مصيرهم مجهولاً في ظل ضعف التمويل المادي وخطر إقفال بعض الصحف". هنا لوهبة رؤية أخرى في هذا الخصوص إذ يعتبر أن "للجامعات دوراً في توزيع الطلاب وتوجيههم على بعض النقاط التي يجب أن يعملوا عليها، فلم يعد العمل الاعلامي يقتصر فقط على الصحف، الإذاعات أو التلفزيونات بل تعداه ليشمل الصحافة الإلكترونية التي يجب على الجامعات أن توجّه الطالب إليها كما أن هناك وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت العديد من الشركات الكبرى تعتمد عليها وهذه تتطلب صحافيين ذوي خبرة لإدارتها".

ويخلص الياس عون بتمنٍّ لتحسين وضع الصحافيين وألا تقتصر ذكرى شهداء الصحافة في السادس من أيار على مجرد وضع أكاليل من الورد بالمناسبة، بل تتعداها الى اكثر من ذلك للمطالبة بجعل تمثال الشهداء في ساحة الشهداء تمثالاً لكل الذين قدموا حياتهم قرباناً على مذبح الوطن من صحافيين وغيرهم. ليبقى السؤال: كيف ستتمكن الصحافة اللبنانية من تجاوز الأزمة التي طرقت بابها؟!

تصوير عباس فقيه