شكّلت نتائج الإنتخابات البلدية في بلدة عرسال صدمة لدى الكثير من الأوساط المتابعة، لا سيما مع سقوط لائحة رئيس البلدية السابق ​علي الحجيري​، المعروف باسم "أبو عجينة"، بالإضافة إلى خسارة شقيق الشيخ ​مصطفى الحجيري​، المعروف باسم "أبو طاقية"، في الإنتخابات الإختيارية.

في هذا السياق، حققت لائحة "مستقبل عرسال" برئاسة ​باسل الحجيري​ فوزاً كاملا على منافسيها لائحة "عرسال أولاً"، برئاسة حسين رشيد الحجيري، و"عرسال تجمعنا" برئاسة رئيس البلدية علي محمد الحجيري، في حين سجل فوز حسين مصطفى الحجيري عن المقعد الاختياري، مقابل خسارة محمد علي الحجيري شقيق "أبو طاقية".

وفي حين تحرص جميع القوى المعنية بهذه الإنتخابات على التأكيد بأنها حصلت بأجواء ديمقراطية، تشير مصادر معنية، عبر "النشرة"، إلى تشنج يسيطر على فريق "أبو عجينة" بسبب النتيجة النهائية، لا سيما بعد أن عمل في الفترة السابقة على الترويج بأن اللائحة الفائزة تضم مرشحين مقربين من "حزب الله" وقوى الثامن من آذار، بهدف الحدّ من فرص فوزها في الواقع العرسالي المعروف مسبقاً، الأمر الذي كانت تنفيه "مستقبل عرسال" بشكل مطلق.

وتلفت هذه المصادر إلى أن رئيس البلدية السابق يحمّل تيار "المستقبل" نتيجة خسارته المعركة، بعد فشله في التوصل إلى توافق بين لائحته ولائحة "عرسال أولاً"، بالرغم من المساعي الحثيثة التي بذلت على هذا الصعيد، والتي ترجمت بالزيارة التي قام بها "أبو عجينة" إلى رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ في ​بيروت​، حيث كانت الأجواء توحي بأن الذهاب نحو الدمج بين لائحتين سيكون هو خيار "المستقبل"، الذي كان يحرص على القول بأنه لا يتدخل في الإنتخابات البلدية.

على صعيد متصل، ترى مصادر أخرى، عبر "النشرة"، أنه بغض النظر عن اللعبة الإنتخابية التي أدت إلى فوز لائحة باسل الحجيري في عرسال، هناك معادلة جديدة في البلدة ينبغي التوقف عندها، وهي أن الناخب يريد التغيير ولا يريد الإستمرار بالحالة التي كانت سائدة سابقاً، والتي أدت إلى حصول توتر في العلاقة مع الجوار، بالإضافة إلى سوء العلاقة مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، لا سيما المؤسسة العسكرية، وتضيف: "الجميع يعلم أن رئيس البلدية الجديد لن يعمل بالأسلوب نفسه، لا سيما أن من المعروف عنه الإنفتاح على الآخر بشكل عام".

وتعتبر هذه المصادر أن سقوط شقيق "أبو طاقية" في الإنتخابات الإختيارية، بعد أن كان يسيطر على هذا المقعد على مدى سنوات طويلة، دليل على هذا التوجه، لا سيما أن الرجل كان يصور، في الفترة السابقة، على أساس أنه الآمر الناهي في عرسال، وتؤكد بأن من الممكن القول أن خيار الدولة هو الذي انتصر في البلدة من خلال هذه النتيجة، وتعرب عن أملها في أن تساهم هذه الإنتخابات بفتح صفحة جديدة، وتشير إلى أنها تعاني من أزمات عدّة تحتاج إلى معالجة، خصوصاً على صعيد أعداد النازحين السوريين الضخمة الذين يحتاجون إلى مختلف أنواع المساعدات.

من جهة أخرى، تكشف أوساط متابعة، عبر "النشرة"، أن المعركة الإنتخابية في البلدة قد لا تكون انتهت فعلياً، حيث من المرجح أن يكون لها تداعيات، بسبب المعلومات عن توجّه تيار "المستقبل" إلى محاسبة بعض الأعضاء بسبب عدم الإلتزام، بالإضافة إلى الترويج إلى حصول تزوير في عملية الإقتراع.

في المحصلة، ستكشف الأيام القليلة المقبلة عن أي تداعيات محتملة للانتخابات في البلدة البقاعية، بالإضافة إلى حقيقة المعلومات عن وجود توجه جديد لن يكون شبيهاً بذلك الذي كان قائماً في الفترة السابقة، خصوصاً على صعيد العلاقة مع الدولة والقرى المجاورة.