اعتبر النائب السابق اميل اميل لحود أن الانجاز الوحيد الذي حققته "ثلاثية الحوار" هو أنّها "أثبتت للمشاركين وبالدرجة الأولى للشعب اللبناني أن النظام الحالي بتركيبته وأفراده وأعرافه استنفد عمره ولم يعد من الممكن على الاطلاق أن يستمر"، لافتا الى ان "هذا الواقع كان معروفًا للجميع الا ان الجلسات الحوارية الثلاث الأخيرة كانت بمثابة دق آخر مسمار بنعش ما تبقى من هيبة الدولة والدستور والكيان".
واستهجن لحود في حديث لـ"النشرة"، "اتكال البعض على المشاركين بهيئة الحوار ومعظمهم مسؤول عن الحالة التي وصلنا اليها، وهنا لا نعمم، كي يخرجوا بحلول جدية"، مستغربا طرح انشاء مجلس شيوخ في هذه المرحلة، وأضاف ممازحا: "البلد لا يحتاج لمجلس شيوخ بل لمجلس نيابي شاب..." وتابع: "يكفي بحثًا عن آليات وهيئات ومجالس تبقيكم في الحكم!"
الحل بمؤتمر تأسيسي
وشدّد لحود على أنّه "لن يكون هناك حل للأزمات المتفاقمة في لبنان قبل انتهاء الحرب العالمية على سوريا والتي تمتد الى العراق واليمن والبحرين وسواها من دول المنطقة"، لافتا الى "اننا بصدد صراع بين فريق تديره اسرائيل وقد بات ذلك مكشوفا بعد الزيارات العلنية لموفدين سعوديين الى تل أبيب، وبين فريق الممانعة الذي نفتخر أن نكون جزءا منه". وأضاف: "على كل حال نحن واثقون من النصر لأن صاحب الحق هو الذي سينتصر بالنهاية على البترودولار... واذا كانوا هم أقوياء ماديا فنحن الاقوى ميدانيا واستراتيجيا، وهذا ما يؤكده الميدان السوري".
وأشار لحود الى أن "الحل في لبنان سيبدأ مباشرة بعد انتصار محورنا في سوريا عبر مؤتمر تأسيسي يصرون على تصويره كفزاعة، علما أنّهم ذهبوا اليه عند معلميهم في الطائف برضا وطيبة خاطر"، على حدّ تعبيره، معتبرا أن "كل ما يُحكى عن رئاسة جمهورية ومجلس شيوخ وقانون انتخاب في هذه المرحلة، حتى ولو كان البعض يمتلك نوايا طيبة، هو مضيعة للوقت ومجرد تفاصيل".
تمديد ثالث؟
ورأى لحود أنّه "كان هناك فرصة لحل لبناني – لبناني لأزمتنا، وهذه كانت ولا تزال أمنيتنا"، مشددا على أن "ذلك لا يمكن أن يحصل قبل توسيع طاولة الحوار واشراك الفعاليات القادرة على النهوض بالبلد، فتكون الاولوية لوضع قانون جديد عادل للانتخاب يليه اجراء انتخابات نيابية ومن ثم انتخاب رئيس للجمهورية".
واعتبر أنّه "وبعد الانتخابات البلدية بات من مصلحة كل الفرقاء المطالبة بقانون يعتمد النسبية على أساس لبنان دائرة واحدة، باعتبار ان احدا من هؤلاء لن يستطيع بعد اليوم استعادة أحجامه السابقة لا وفق قانون الستين او سواه من القوانين المختلطة التي يتحدثون بها". ورجّح أن يكون هناك "لعبة لا تزال خفية يتم العمل عليها لاقرار تمديد ثالث لمجلس النواب بحجة ان دراسات انشاء مجلس شيوخ بالتوازي مع اقرار قانون جديد للانتخاب ستحتاج وقتا". واضاف: "للأسف شعوري اننا نسلك هذا الاتجاه".
وأشار الى أنّه "اذا طالت الحرب على سوريا، مع ان يقيني أنها اصبحت بنهايتها واننا انتصرنا، عندها فان الشعب اللبناني سينزل بأطيافه كافة الى الشارع لينتفض على زعماء الحرب والازمة الحاليين".
شروط الاستسلام
وتطرق لحود للملف السوري، لافتا الى ان "التاريخ يُصنع اليوم في سوريا وبالتحديد في حلب بدماء جنود الجيش السوري وشباب حزب الله كما عناصر الجيشين الايراني والروسي الذين وقفوا وقفة فعلية بوجه الارهاب بعكس الآخرين"، لافتا الى ان "اوروبا بدأت تقترب من رؤيتنا للأوضاع وبات هناك من يدعو للتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد لمحاربة الارهابيين الذين باتوا يتجولون في شوارع الدول الأوروبية".
وشدّد لحود على أن لمعركة حلب حاليا "أهمية استراتيجية باعتبارها المعركة النهائية، فبمجرد عزل الارهابيين واغلاق طرق امدادهم، خاصة وان التركي مشغول بأزمته الداخلية، نكون انتصرنا". وأضاف: "بالمعنى الجيوستراتيجي فان الانقلاب في تركيا نجح تمامًا باعتبار ان أهل بيت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انقلبوا عليه، كما ان عملية التطهير التي يقوم بها لا شك ستنقلب عليه قريبا... وها هو يهرول لارضاء الطرف الروسي بعد أن خذله الأميركي عبر تحريك خصمه فتح الله غولن".
وختم لحود مشيرا الى أنّه "وبناء على كل ما سبق، فان الحسابات حاليا هي على شروط الاستسلام بعد أن بدأ زمن الانتصار. ولعل العفو الأخير الذي أصدره الرئيس الأسد اعلان انطلاق هذه المرحلة حيث اما ينتهي الارهابيون بسلاح الجيش السوري وحلفائه او يستسلمون".