يبحث الانسان في حياته على الأرض وبشكل يومي، عن السعادة ويعمل جاهدا لاقتناصها ولو لفترات قصيرة، فينجح حينا ويفشل أحيانا.

مريم العذراء​ كانت إمرأة مثلنا، شابهتنا بكل شيء لكنها اختلفت عنا بتسليمها ذاتها لله، ورهانها عليه انه قاهر المستحيل وأنه منبع الفرح الأبدي.

لم تكن حياة العذراء مريم مفروشة بالورود، بل بالتحدّيات. فهي كانت فقيرة قبل ميلاد سيدنا يسوع المسيح وبعده، وعاشت بقلق جراء ملاحقة طفلها من أجل قتله فكان الهروب والتنقل الحلّ الموقّت.

لم تكن بقيّة حياتها الارضيّة مغايرة، فكانت تتابع اخبار ابنها من بعيد حيث كان ينتقل للتبشير بملكوت الله، قبل ان يُصلب ويموت ويقوم في اليوم الثالث.

حياة بعيدة كل البعد عن مفهومنا للسعادة القائم على المال والحفلات والترفيه، لكنها مع ذلك كانت مفعمة بفرح من نوعٍ آخر، فرح دائم لم يخرقه لفترة محدّدة سوى ألم الفراق الموقّت عن المسيح المصلوب.

سرّ فرح مريم العذراء هو إيمانها المطلق بالله، والذي أقرنته بالعمل الدؤوب المجبول بالمحبّة لتكشف لنا أحد أهم أسرار الفرح الأبدي، الفرح الحقيقي الذي لا ينتهي.

طوبى للعذراء مريم، وطوبى لنا اذا تمثلنا بها في حياتنا اليومية.