اشارت صحيفة "الغارديان" إلى أنه "عندما عثرت السلطات المصرية على جثة طالب الدكتوراه الإيطالي ​جوليو ريجيني​ ملقاة على طرف أحد الشوارع خارج القاهرة، قالت في البدء، إنه تعرض لحادث سيارة، ثم قالت إنه ضحية لحادث سرقة، ثم إنها مؤامرة ضد مصر"، معتبرة أنه " من الصعب جداً الإفلات من جريمة قتل خلال العصر الرقمي"، مشيرةإلى أن "المحققين الإيطاليين وظفوا هذه التقنية لكشف حقيقة مقتل ريجيني".

وفي مقال بعنوان " وقائع اختفاء" لفتت الصحيفة إلى أنه "عندما وصل ستة محققين إيطاليين إلى القاهرة في بداية شهر شباط بعد اكتشاف جثة ريجيني (28 عاما) التي أشبعت تعذيباً، واجهوا كم هائل من التعقيدات والألغاز حول اختفائه وصولاً إلى مقتله"، معتبرة أن السلطات المصرية كانت تأمل بأن يتقبل العالم خارج مصر المعلومات التي قدموها عن الظروف التي أحاطت بموته، وأن يمر الموضوع مرور الكرام، إلا أنه في عصر التكنولوجيا الرقمية فإن الهروب من محاسبة مرتكبي الجرائم أضحى أكثر صعوبة".

واشار التقرير إلى أن "مقتل ريجيني بعد تعريضه لشتى الوان التعذيب يعكس زوال الديمقراطية في مصر"، مضيفاً أنه في هذا العالم، جوليو ريجيني، الذي يتكلم أربع لغات، وجد في هاتفه المحمول العديد من أرقام الهواتف الغربية والمصرية على السواء، وقد يظنه البعض بأنه جاسوساً، وبالنسبة للنظام المعمول به في البلاد، فإن الشرطة المصرية قد تتخذ قرارات خاطئة وفقاً لهذه المعطيات"، مشيراً إلى أن "النيابة المصرية لم تكن قادرة على استيعاب عدم تقبل نظرائهم الإيطاليين للدليل الذي أعطي لهم، وبالطبع فإنهم اعتقدوا أن الروابط الوطيدة بين البلدين والعلاقات التجارية بينهما التي تقدر بالمليارات ستحسب لها حساب أكثر من مقتل شخص إيطالي واحد، تم قتل عن طريق الخطأ".