أين أصبحت مُبادرة الرئيس الحريري الرئاسيّة؟

حتى الآن يمكن القول ،حسب مصدر سياسي بارزة، ان الحراك الذي بدأه رئيس «المستقبل» لم يصل الى مرحلة المبادرة الكاملة او الناجزة طالما انه لم يعلن عن ترشيحه للعماد ميشال عون وتخليه عن ترشيح النائب سليمان فرنجية. لا بل ان الزخم الذي سجل في البداية تراجع بشكل ملحوظ تدريجيا بدلا من ان يتقدم الى الأمام.

وبعد حوالى الشهرين من بدء الكلام العلني عن مبادرة الحريري لم تظهر اشارات او علامات جدية تدل على ان مهمته سهلة او في متناول اليد.فالصعوبات الداخلية تزيد على تلك المتعلقة بالعقبات الخارجية لا سيما المتمثلة بالموقف السعودي غير المشجع الذي يحسب له الحريري الف حساب.

ويقول مصدر نيابي ان الحريري لم يكن يحسب حجم الصعوبات التي سيواجهها على صعيد المفاوضات الداخلية، وأن ما واجهه ويواجهه مع الموقف السعودي يفوق حجم هذه الصعوبات ويشكل الفرامل الحقيقي لمسار حراكه ومبادرته.

وتكشف مصادر مطلعة عن معلومات موثوقة بأن الحريري التقى اول امس ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبدلا من ان يعود الى بيروت كما كان متوقعا انتقل الى فرنسا، الأمر الذي يبعث على الإعتقاد بأنه لم يأخذ ضوءا أخضر من المملكة ولم يحقق خرقا بجدار اللامبالاة السعودية تجاه مبادرته او حراكه.

وترى المصادر انه رغم حاجته الى حسم سريع فان رئيس «المستقبل» يدرك جيدا عواقب تسرعه وقيامه بأية مغامرة لا ترضي القيادة السعودية، ولذلك فانه يفضل استهلاك المزيد من الوقت والإنتظار على اعلان ترشيحه لعون في الوقت الحاضر.

ومما لا شك فيه ان ما اعلنه السيد حسن نصرالله في عاشوراء ودعوته الى توسيع التفاهم الثنائي الى تفاهمات وطنية بدءا مع الرئيس بري، يؤشر بوضوح ان هناك حاجة لجهد ولوقت اضافيين، وان الظروف غير ناضجة لحسم مبادرة الحريري.

من هنا ترى المصادر ان جلسة 31الجاري المقررة لانتخاب رئيس الجمهورية لن تشهد مثل هذا الانتخاب، ولن تكون اخر جلسة من هذا النوع. وهناك اشارات وعناصر عديدة تعزز هذا الإعتقاد اهمها:

ـ لم تعدل الرياض موقفها، وهي لا ترغب بتغطية مبادرة ترشيح الحريري للعماد عون.

ـ لم تصل المفاوضات الى مرحلة التفاهمات الوطنية الموسعة، وهي ربما ما زالت في مرحلة التفاهم الثنائي المبدئي بين الحريري وعون.

ـ تأكيد فرنجية استمراره في الترشح، يعني ان ترشيح عون لم يطرح بعد على طاولة البحث الجدي مع الأطراف بانتظار تلقي الحريري إجازة المرور السعودية.

وبانتظار ما سيحمله الحريري فإن العماد عون يدرك مخاطر مرور الوقت على ما يسمى بالمبادرة الحالية، خصوصا في ظل التطورات الملتهبه في المنطقة، والتي لا تشجع اوتساعد على حسم الإستحقاق الرئاسي اللبناني.