لا شيء يعلو فوق صوت الجنون في ​لبنان​.

شعب أصيب بمتلازمة ستوكهولم فبات يعبد جلاديه.

يشحذ من أجلهم.

يقتل جيرانه بسبب الحالة النفسية التي أوصلوه إليها.

يفقد وظيفته لأنهم لا يهتمون بحمايته من منافسة النازحين.

يموت على أبواب المستشفيات الخاصة لأن تطوير المستشفيات الحكومية ليس من مسؤوليتهم.

يصاب بالاكتئاب على أبواب المدارس، لأن المدارس الرسمية لا تضاهي المدارس الخاصة.

يزاحم كالكلب التائه في مراكز الضمان لأنهم ينتشون برائحة ذله وعرقه.

يغلقون أبواب مجلسه النيابي لسنتين وكأنه ملكية خاصة، ولا يسائل.

يرفضون انتخاب رئيس له ولا يتحرك.

يواظبون على قبض معاشاتهم كوزراء ونواب مع المخصصات والنفقات السرية وهم لا يعطلون كل شيء في البلد، ولا يرفض.

حولوا إدارات دولته إلى مزارع، ومحسوبيات، وتخلف، وأرض للمعاناة والرشوة، فاكتفى بالنق.

سنته يستعينون بالسعودية على أبناء بلدهم، وشيعته يستعينون بايران، ودروزه همهم نقل البيعة من الزعيم الأب إلى الزعيم الابن، ومسيحيوه يستعينون بالشيطان على اخوتهم من أجل الحكم والسلطة، ومع ذلك كل فرد من الشعب يحافظ على انتمائه لزعمائه الطائفيين كما يحافظ عباد الشيطان على ولائهم لروح الشر.

الطرقات تحولت إلى ساحات حرب. لو دهسوك فلن تجرؤ على رفع نظرك إلى الفاعل كي لا يدهسك من جديد.

قتلوا الأمل بالمستقبل، وكل من يتشدق بالتفاؤل يكون من المنفصلين الأشداء عن الواقع وبحاجة إلى علاج نفسي.

ينهبون والشعب لا يحاسب.

يجرون البلد الى حروب والشعب صامت.

يهملون النفط في أعماق البحار لأن تقسيم كعكة السمسرة والسرقة لم تعجبهم والشعب يسهر ويرتمي في أحضان الكحول والمخدرات.

يفتحون الأبواب لداعش كي ينتقموا من كارهي داعش والشعب راض.

يمددون لأنفسهم ويقتلون الديمقراطية والشعب لا يبالي.

ولكن الحق يقال أن السياسيين والزعماء يفعلون كل ذلك وأكثر بكثير، والشعب يكثف عبادته لهم، ويعيد انتخابهم في اي انتخابات ممكنة، ويسهر على راحتهم، ويحميهم بدمه، ويموت من أجلهم... وينق وينق حتى تعب النق منه.

الأمر ليس مزحة. الشعب بأكمله مصاب بمتلازمة استوكهولم.

اسألوا أطباء النفس وعلماءه من غير اللبنانيين عن الأمر، لأن اللبنانيين منهم قد يكونون بدورهم مصابين بالمتلازمة نفسها. أطلبوا العلاج منهم.

قد يكون العلاج بيدهم. صدقوني. فلا شيء آخر سينفع!