نقلت الاتصالات الرئاسية المحيطة بالملف الرئاسي رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون من درجة المرشح الى درجة مشروع رئيس للجمهورية يحسم أمره رئيساً للبلاد بعد حيازته على الأصوات الميثاقية الكافية بعد اقتراع النواب له.

وفي ظل المعطيات الظاهرة بان رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري سيعلن موقفا مؤيدا لترشيح عون الى رئاسة الجمهورية، عندها سيزور الاخير وفق أوساطه احد قطبي الثنائية الشيعية رئيس مجلس النواب نبيه بري للتداول معه في المواقع المستجدة وإمكانية التعاون بحيث ينطلق عون في خطوته هذه نحو عين التينة من عاملين وهما

1-ان لرئيس مجلس النواب في لبنان دورا في ايصال رئيس الجمهورية من موقعه على رأس السلطة التشريعية على غرار بصمات واضحة كانت لكل من الراحلين صبري حمادة وكامل الأسعد ، ولذلك تأتي خطوته نحو رئيس حركة أمل في اطار التحرك الطبيعي لإزالة العوائق والتفاهم على التعاون.

2- سيبلغ عون ابان زيارته بري عن تمسكه بتولي دوره الرئاسي كاملا ولكن من خلال عدم تجاوز السلطة التشريعية او اي فريق لبناني مهما كان حجمه، ومصالحاته وانفتاحه منذ عودته على كافة القوى مؤشرات واضحة حول تفاعله مع كل المكونات في البلاد.

وعلى خط مواز سيعمد عون بعد تأييد الحريري لترشيحه، تتابع الاوساط المطلعة، لإعلان مواقف تأتي بمثابة مسودة لخطابه الرئاسي يتضمن رعايته حوارا في قصر بعبدا حول المواضيع الخلافية وموقعه منها لا سيما التي تشكل محور الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله برعاية بري في عين التينة.

وفي حين تضع الاوساط إمكانية إنجاز لقاء بين عون وبين غريمه الرئاسي رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية على عاتق رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، بعيد موقف الحريري، ألمحت الى احتمال تحرك عون نحو عقد لقاء بين الحريري وبين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد كترجمة لطمأنة هذين الجانبين الى دوره المستقبلي من خلال لقاء تفتح خلاله كل الأوراق الملتبسة، ولان لا صفقات خفية عقدها باسيل مع مستشار رئيس المستقبل نادر الحريري ابان اللقاءات التمهيدية للتوافق الرئاسي، حيث ان الاتصالات الجانبية والرسائل المتبادلة مباشرة ام بالواسطة بين الضاحية وبيت الوسط رسمت من قبلهما حدود المقاربة لانتخاب عون.

اما فيما خص بري فلا تنكر الاوساط بان لقاءه وعون تلبية لتوجيهات امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قد لا ينتهي في الجولة الاولى بينهما وقد يستتبع بعدة اجتماعات وربما اجتماع ثلاثي مع نصرالله من اجل ازالة الألغام وايصال حليفه الى قصر بعبدا في مكسب معنوي لمحور الممانعة.

وحيال موقف السعودية من انتخاب عون، تشدد الاوساط المطلعة بان قرارها يعود لتقديرات الحريري، لكنها لن تكون خاسرة اذا ما تم انتخاب عون من خلال معادلة تحمل مكسبا تكتيكيا بوصول حليف حزب الله الى قصر بعبدا ،وفي الوقت ذاته تحقيق مكسبين استراتيجيين معا يمكنان من الحفاظ على النظام الحالي واتفاق الطائف على ما اعلن عون الذي شدد على حماية الدستور، وكذلك في عودة حليفها الحريري الى رئاسة الحكومة وتركيبة السلطة بعد اسقاطه زمن الـ «سين - سين» دون ان تقدم اي شروط او تنازلات في ميزان القوى الحالي «الطابش » لصالح حزب الله.

ولا يشكل انتخاب عون اذا ما حصل في جلسة 31 الجاري دخول البلاد بداية العهد، بل ان إنجاز الاستحقاق لعوامل عدة ،يبقى على التجاذبات حرب تركيبة الحكومة وبيانها الوزاري وحصة فريق 8 اذار منعا لذوبان الثنائي الشيعي كواقع مستحيل في القرارات التي يتوافق عليها عون -الحريري فيما خص الملفات الداخلية والتعيينات على كافة المستويات والقطاعات، بحيث لن يكون تشكيل الحكومة سهلا، عملا بقواعد اللعبة التي باتت معتمدة دائما.