أكدت دراسة علمية حديثة الشعار القائل بأن "الكذب يجرّ الكذب"، مشيرة الى ان "الذين يعمدون إلى إخفاء الحقائق أو تغييرها يشعرون أول الأمر بالانزعاج من أنفسهم، لكن هذا الشعور يتبدّد مع الوقت إن هم ثابروا على ذلك".

ولفتت الى انه في البدء، يشعر الإنسان بأنه غير مرتاح حين يغيّر الحقائق، لكن هذا الشعور بالانزعاج يتلاشى تدريجياً مع توالي الأكاذيب. وذكرت ان "هذه المشاعر بالانزعاج يولدها جزء من الدماغ حين يقول المرء ما هو خلاف للحقيقة، إلا أنه يكف عن توليدها حين يعتاد على هذا الموقف، وعندها تكبر الأكاذيب أكثر فأكثر، إذ تختفي رقابة النفس عليها".

وشملت هذه الدراسة ثمانين شخصاً تراوحت أعمارهم بين الثامنة عشرة والخامسة والخمسين، عرضت أمامهم صورة عالية الدقة تظهر وعاء مملوءا بقطع نقدية.

وتعيّن على المشاركين أن يساعدوا شريكا لهم على تقدير قيمة هذه القطع النقدية، ولم يكن في حوزة الشريك هذا سوى صورة باهتة للوعاء وما فيه من مال. وفي مرحلة أولى من التجربة، طلب من المشاركين أن يجتهدوا في معرفة قيمة القطع النقدية، وقيل لهم إنهم إن فازوا بالاختبار سيجنون المال هم وشركاؤهم، لذا يعتقد الباحثون أن إجاباتهم هنا كانت صادقة.

ثم استخدمت نتائج المرحلة الأولى كمعطيات أساسية لتقييم المرحلتين الثانية والثالثة، حين كان التقليل من قيمة القطع النقدية، أو تكبير قيمتها، ينطوي على مصلحة للمشاركين على حساب شركائهم. ويبدو أن الناس يكذبون أكثر كلما كان الأمر لصالحهم.

أما حين يكون في الأمر مصلحة لهم على حساب مصلحة شركائهم، فهم يكذبون أقل. لكن معظمهم صاروا يكذبون أكثر مع الوقت. ولفهم ما جرى في أدمغتهم، خضع ربع المشاركين لتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي أثناء الاختبار. ولاحظ الباحثون أن الجزء من الدماغ المسؤول عن إصدار المشاعر، كان أكثر نشاطاً حين كان المشاركون يكذبون لتحقيق مصلحتهم على حساب مصلحة الآخر، وكان يصدر مشاعر سلبية تحد من نطاق الكذب.